نبشاً للقبور .. قصفاً للمدنيين .. قتلاً للأطفال .. هي قليل من كثير من الجرائم التي ارتكبها وترتكبها ميليشيات الكرامة يومياً بأوامر مباشرة من خليفة حفتر.
ليس غريباً أن يصدم أهالي بنغازي يومياً – منذ احتلال ميليشيات حفتر لها – بالجثث المرمية على قارعة الطريق أو تلك المرمية على أكوام القمامة أو المحترقة بعد أن سيم أصحابها سوء العذاب ليس لشيء إلا لأنهم يرفضون أن تستبيح ميليشيات حفتر أموالهم وأعراضهم ودماءهم.
معالم الجريمة
لم تكد تشرق الشمس على مدينة بنغازي في مثل هذا اليوم إلا و 36 شخصاً قد لقو حتفهم على قارعة الطريق شرقي المدينة بالأبيار مكبلي الأيدي وعليهم علامات التعذيب والحرق وكسراً للعظام وآثار عض من الكلاب المسعورة التي لا تختلف كثيراً عن أصحابها الذين أرسلوها دون أدنى رحمة.
في الذكرى الثانية لهذه المجزرة ومع تزامن استمرار قصف العاصمة طرابلس من قبل ميليشيات حفتر الإجرامية وارتكاب المجازر في حق المدنيين والأطفال فإن الفاجعة تعود للأذهان وتتجدد الأحزان ليس عند أهالي الضحايا فحسب بل عند كل حرٍ يرفض ما ترتكبه تلك المليشيات التي تتلقى الأوامر من جهات خارجية لا هم لها إلا بسط نفوذها في ليبيا والسيطرة على المشهد السياسي والعسكري فيها.
مناشدات تحت غياب العدالة
لم يكتفي أهالي الضحايا والحقوقيون عن مناشدة جميع الجهات المسؤولة داخل البلاد وخارجها عن التحقيق في القضية وتقديم الجناة إلى العدالة التي صارت هي أيضاً ضحية في ظل ميليشيات حفتر الإجرامية ولكن تلك المناشدات قوبلت بالتخوين والتهديد بالقتل والسجن.
فلا يكاد ملف القضية يبصر النور حتى تأتي أيادي خفية وتعيده للظلام الذي تنشره ميليشيات الكرامة في كل بقعة يسيطرون عليها بعد تلك الوعود الواهية بمحاربة الإرهاب وإرساء الأمن والأمان، وبالطبع عندما تغتال العدالة فإن الظلم يصبح هو المسيطر وتذهب الوعود مهب الريح.
محاولات التملص من الجريمة
يحاول حفتر ومليشياته التبرؤ من تلك المجزرة الشنعاء إلا أن الزمان والمكان لم يسعفاه من التملص من الجريمة إذ أن الجريمة كانت في منطقة تسيطر عليها ميليشياته بل وبمقربة من مقر القيادة العامة كما يسميها.
فكيف لجريمة بتلك الحجم وبذلك العدد الكبير وفي نطاق سيطرة ميليشيات حفتر وبالقرب من مقره يحاول حفتر وأتباعه الفرار من أصابع الإتهام ومن نظرات الأهالي المخدوعين بكذبة الجيش والشرطة والأمن والأمان.
من لزم بيته فهو آمن وكذبة أبريل ؟
وبعد هذه الجريمة النكراء لم يكتفي حفتر وميليشياته من سفك دماء من يعارضه فحسب بل صار هو ومليشياته يتعطشون أيضاً لدماء الأطفال والنساء والمدنيين الذين طالما وعدهم حفتر بأن من لزم بيته فهو آمن في أحد خطاباته في أبريل من العام الجاري.