الوطنية هي ما تراه يا خليفة، هي النصرة والفزعة، وليست قوافل الموت، وكتائب الموت، ودمار المدن، والفتح المبين.

قوافل الحياة، قوافل الخير، قوافل الدعم، قوافل الفزعة، هي دليل الوطنية، ودليل حب الوطن، ودليل الانتماء لهذا الوطن.

 الوطنية يا خليفة، ليست في دمار طرابلس وبنغازي ودرنة، ليست القتل والاختطاف والاعدامات والاغتيالات، ليست النزوح وهدم البيوت، وتمزيق النسيج الاجتماعي، وكل ما خلفته قوافل الموت التي أرسلتها الى كل زاوية وقرية ومدينة تقريبا.

قوافلك، قوافل الشر،  وقوافل الدمار والموت التي أرسلتها،  من أجل لا شيء، سوى أن تكتم أنفاس الوطن والمواطن، من أجل كرسي سيتعفن، وتتعفن معه يوماً ماً.

ليس ذلك فحسب، بل ربما نظلم  النوازل والكوارث الطبيعية والاعصار، فالدمار الذي سببته قوافلك، قوافل وكتائب الموت، يفوق الف مرة ويزيد، ما سببته أو ما قد تسببه الرياح والأمطار والاعصار.

الإنسان الوطني يفزع لبني وطنه، بل حتى للغريب، وانت تفزع وتساند وتدعم الغريب، وتسحق وتمحق وتقتل وتعتقل من يفترض أنهم أبناء وطنك، هذا إن كنت تنتمي إليهم اصلاً.

ستضمد الناس، وتنسى جراحاتها، وتنسى ما أصابها وما قد يصيبها من موت أو هلاك أو دمار،  بسبب هذه العواصف. لكنهم لن ينسوا، ولن يضمدوا جراحاتهم التي سببتها جرائمك ضد الوطن. 

وليس بغريب على هذا الشعب عبر التاريخ، وقفاته مع دول عديدة من بينها الجزائر وفلسطين ومصر،  على سبيل المثال، وغيرها من الدول والقضايا التي تمس الاوطان.

 

نحن ندعم غيرنا من الشعوب عندما تتعرض للكوارث، للزلازل، للنوازل، وعندما تطلب الدول معونة ما، مادية أو اقتصادية أو اجتماعية، كانت ليبيا، وكان الشعب الليبي سباقاً دائماً. فما بالك بمد يد العون لأبناء الوطن.

حفظ الله ليبيا.. وأهل ليبيا كافة.. وبارك الله في الناس الأصيلة الوطنية الطيبة. التي أظهرت بإذن الله، فشل تقسيم هذا الشعب وتقسيم هذا الوطن وتمزيق نسيجه الاجتماعي.

وأسال الله سبحانه وتعالى أن يحفظ كافة بلادنا وشعبنا من الكوارث والعواصف والنوازل والاعصار. ونستودعك الله أهل ليبيا كافة، وأهلنا في شرق البلاد هذه الأيام خاصة، اللهم احفظهم وأعنهم وتولاهم بعنايتك ولطفك ورحمتك.

 

فتحي الفاضلي

11-09-2023م

مشاركة