مرحبا ً سادتنا الكرام …

نريد الجيش الذي يرفض أن يتحول إلى عصا غليظة في أيدي الحكام والأنظمة والحكومات يُرهبون بها الناس، تحت أي ظرف، وبأية حجة، أو أن يتحول إلى طاووس يستعرض به الطغاة عضلاتهم ويتباهون به أمام شعوبهم.

نريد الجندي والضابط الذي يدرك أن دماء البشر أعظم قداسة من الأوامر. نريد الجندي والضابط الذي يرمي السلاح إذا تلقى أوامره من معتوه بقتل المدنيين من أبناء جلدته ومن غير أبناء جلدته.

نريد الضابط والجندي الذي يقول: إن هذه الأسلحة والمدرعات والدبابات والطائرات والبنادق والقنابل والأحذية والحراب والصواريخ والخوذات، والتي دفع الشعب الليبي دمه لشرائها، لا يمكن أن تُستخدم لذبح الليبيين.

الوطن لا يريد قوات تقتل وترهب وترعب الناس بحجة تنفيذ الأوامر وبحجة الضبط والأمر والأوامر والربط.

نريد الجندي والضابط الذي يؤمن بعقيدة الشعب ويحترمها، ويحترم أعراف الليبيين وتقاليدهم وعاداتهم.

نريد الجيش القادر على خوض غمار الحروب، وإذا انهزم، انهزم بكرامة، ويقبل الهزيمة ويدرس أسبابها ويعترف بها ويوثقها ويحاسب المقصرين، وإذا انتصر لا يبغي ولا يطغي ولا يغتصب ولا يحرق الحجر والجثث والشجر، ولا يعيث في الأرض فساداً.

نريد الجيش الذي يحب المواطن والبلاد والوطن، نريد الجيش الذي يعرف مهام الجيوش وأهدافها وواجباتها.

نريد الجيش الذي يرفض أن يوجه بنادقه إلى صدور المدنيين مهما كانت الأسباب والدواعي والمسببات.

نريد جيشاً يؤمن بوحدة ليبيا أرضاً وتاريخاً وبشراً، ويحافظ على وحدة البلاد والوطن والعباد. لا جيوش الانقلابات وإلغاء الدساتير وجيوش الكراسي وحماية الظلمة والقتلة والطواغيت.

لا نريد جيش “الكم”، بل نريد جيش “التقنية” الحديثة، والاستراتيجيات الحديثة، والتدريبات الحديثة، والأسلحة الحديثة، والتكتيكات الحديثة.

نريد جيشاً يتناسب مع القرن الواحد والعشرين،

نريد جيشاً تحكمه القيم الإنسانية،

جيشاً ينحاز إلى الناس والوطن.

مشاركة