بسم الله الرحمن الرحيم
حجم المارد الذي بين أيديكم…
-
ماذا قدّمت لنا الثورة؟
لم تأت الثورات لتقدم شيئا، الثورات تأتي لتزيح شيئا، ولا يهمها ما يحدث بعد ذلك، الثورات كالزلازل والبراكين، الثورات نتيجة وليست سببا، الثورات تحدث نتيجة للظلم، للقمع، للسرقات، للفساد، للعبث بمصير الأرواح والإنسان والبشر، نتيجة للفشل في إدارة الدول والمجتمعات والشعوب، إذا كنتم ترغبون في إيقاف الثورات فأوقفوا أسبابها، فالظلم وقود للثورة.
-
ثوّار الناتو:
الناتو استدعاه أنصار النظام السابق علناً وعلى الهواء، على أسماع وأبصار العالم، سمعنا ورأينا ذلك، أنصار وأعمدة ورجال النظام السابق ممن كانوا في مناصب ومواقع حساسة في النظام هم من طالب بتدخل الناتو، إيجابياً أو سلبياً كان ذلك التدخّل، الشعب خرج منذ 17 فبراير وقاتل وواجه الكتائب الأمنية في أغلب مدن ليبيا، استمر القتل والصراع والمواجهات والقتال إلى يوم 19 مارس، عندها تدخّل الناتو، لا علاقة لاندلاع الثورة بالناتو، ولا علاقة للثوار بالناتو.
-
ليفي وراء ثورة 17 فبراير:
-
شخصية مضطربة، شخص حقير محبّ للظهور استغلالي، يستغلّ المواقف والحوادث العالمية أينما تقع، وقائع تنقلها منابر الإعلام العالمية تجده وسطها؛ ليلتقط الصور ويتبجّح بأنّ له دورا فيها، ومن أمثلة هذه الحوادث العالمية: ثورة 17 فبراير، ثورة العراق وصور مع الأكراد، مقابر ترهونة… إلخ، ضُرب بالطماطم والبيض من قبل طلبة جامعيين في إحدى الدول، كذبته صحيفة الوست جورنال ستريت (WSJ) بعد أن كذب عليها. عيب… عيب… عيب… أن يربط بعض الناس هذه الثورة المباركة، ثورة شعب عريق بتاريخه وعطائه وتضحياته على مرّ العصور، عريق بثورته العارمة، عيب ربطها بهذا المريض.
-
من هو الفبرايري ومن هو الثائر؟:
الفبرايري ليس هو فقط من حمل السلاح وقاتل، وأزال مصدر الظلم والقمع والتنكيل، هؤلاء تاج فوق رأس الوطن، لكن الفبرايري أيضاً هو من يريد أن يحقّق طموح وأحلام وأهداف الشعب الليبي في تأسيس دولة مدنية يتم فيها تبادل السلطات سلمياً، دولة المؤسسات والقانون، دولة تفصل فيها السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، دولة احترام بشرية البشر وإنسانية الإنسان.
ما أودّ أن أقوله هو أن الكل يمكنه أن يصبح من أنصار فبراير، يمكنك أن تكون فبرايريا إذا أمنت بذلك؛ أي بتأسيس دولة مدنية من أجل أحفادنا وأحفاد أحفادنا، حتى لو كنت محارباً للثورة والثوّار، ثم أدركت نبل هذه الأهداف، فأنت فبرايري، أو لنقل وطني؛ لأنك بكل بساطة تفكّر في الوطن.
-
بين الأفراد والوطن:
حتى لو بلغ قادة النظام السابق من عبقرية وشجاعة وبطولة وعظمة وإلهام وهيبة وأسوديّة وصقوريّة… وووو… فلا علاقة لذلك بليبيا والوطنية والوطن، فبراير تدعوك إلى التفكير في الوطن لا الأفراد، فبراير لا تدعوك إلى كراهية معمر، اصنع له تمثالاً من الذهب والماس، علّق صوره أينما شئت، صبّح عليه كلّ صباح، صدّق أنه حيّ، أو ميّت، أو هيبة، أو بطل، أو شهيد، لك كلّ ذلك.
فبراير لن تعاديك بسبب ذلك، فبراير لا دخل لها في ذلك، لكن فبراير تدعوك إلى أن تفصل بين حبّ الوطن وحبّ الأفراد، لا علاقة لفبراير بحبّك أو كرهك لأفراد، لكنها تريد أن تدفعك لحبّ الوطن، والمشاركة في بنائه وإصلاحه وتهيئته لأحفادنا؛ لذلك لا تحطم أو تعارض أو تحارب أحلام وطموحات وأهداف شعب من أجل حبّك لفرد كائنا من كان، هما ملفّان مختلفان، اختلاف بين الوطنية والمصلحية الفردية، ثم إن الهيبة تكتسب من النجاح في بناء الأوطان.
-
علم فبراير:
علمنا الحالي ونشيدنا الحالي لا علاقة لهما بالملك إدريس -رحمه الله-، ولا علاقة لهما بفبراير، وإنما حرّرتهما فبراير من سجن النظام السابق، حرّرتهما من الأسر، فقد كانا رهينة النظام العسكري، فأعادتهما ثورة 17 فبراير.
هو علم تحصلت عليه ليبيا بعد أربعين عاماً من نضال أجدادنا، ثلث قرن من القتال والنضال والجهاد والكفاح، ثم بعد عشر سنوات من النضال السياسي رفعته ليبيا عالياً بعد قتل وتشريد ومعتقلات، ومشانق، وتهجير لشعبنا، بعد حرب إبادة بعد قتل وتشريد نصف شعبنا، هو علم الأجداد، لا علاقة له بنظام أو موقعة أو فرد، ثورة فبراير أعادته، أعادت رمز تضحيات أجدادنا.
-
الثورة وتغيير الطارقات:
الأخوة والأخوات الذين انقلبوا 180 درجة، مع الثورة ثم ضدها، من تجريم المعتدي إلى تمجيده، ضد نظام العسكر السابق ثم حالياً مع العسكرة، تأييدا وتمجيدًا، معارضة أربعة عقود لنظام معمر إلى تأييد لنظام عسكري آخر. ومن النظر إلى القيم الإسلامية والوعظ والتوعية وتجريم المعتدي، إلى عكس ذلك تماماً.
بالله تحشموا… عيب عيب عيب… القضية قضية وطن ودماء وضحايا، قضية مستقبل شعب، لا علاقة لها بالمواقف أو الرغبات أو المصالح الشخصية أو الحزبية أو الجهوية أو المناطقية، لا علاقة لها بردود الأفعال أو المصالح أو النفوذ أو العناد، القلوب بين يدي الرحمن يقلّبها كيف يشاء، ولكن إذا انقلبت أو غيّرت الطارقة أو اتّجهت وجهة تختلف، فبالله “إنخمد”، لا تظهر في الفضائيات وتُنظّر بعكس ما كنت تُنظّر، عيب يا راجل، الكثير كانوا معجبين بما تقول، يثمّنون أفكارك ومواقفك، يتّبعون آراءك، يؤيّدونك، يدعون لك، يضربون بك المثل في الثبات، وفجأة تخذلهم بل تخذل الوطن، المصيبة أنك قد تُسبِّب في فقدان الثقة بالمخلصين الصامدين الثابتين الصادقين، ما يعني أنك قمت بجريمتين، لا أطلب منك ألّا تغيِّر آراءك، أو تخون قيمك، فهذا أمر يخصك، ولكن لا تُنظّر على الشعب الذي أشبعته تنظيراً في الاتجاه الآخر، فهذا أمر يخصنا، اختف قليلاً. تحشّم.
-
السرقة الأدبية للثورة:
نُشرت عدة كتب، كتبها أعوان النظام السابق ممن ربّاهم وكبّرهم ومقرسهم وسمّنهم معمر، لكن كتاباتهم تنم عن تنصّل واضح من النظام السابق في اللحظات الأخيرة، بعضهم في الوقت الضائع. يريدون أن يقولوا – عبر كتبهم وكتاباتهم – إنهم كانوا ضد معمر من زمان، ينصحونه، ويصححون له، ويشيرون عليه، بل يقول بعضهم: إنه يعارضه، كادوا أن يقولوا: وانهزبوا فيه، يريدون أن يقولوا: إنهم برآء مما كان يفعله، يريدون أن يقولوا أيضاً: – وعبر كتبهم – إنّهم وراء الثورة، قادوها ونجّحوها ووجّهوها وحافظوا عليها، وإنهم سبب نجاح ثورة 17 فبراير، وإن لهم دوراً محورياً رئيساً خطيراً في قيادة الثورة.
البعض ممن كان ملاصقاً لسيف وداعما لليبيا الغد فعل نفس الشيء، يقولون في كتبهم: نصحته، قلت له، وجّهته، أشرت عليه، لكنه خالفني، لم يسمعني، تجاهل ما أمليت عليه من آراء صائبة، قلت له، وقلت له، وقلت له … إلخ.
يا عالم، يا هوة، يا أخي أنت انشقيت، تمام. لكن لا تضع نفسك في موقع القيادة، حسبك أننا لا نعلم لماذا انشقيت، أو قفزت من السفينة، قد تكون عن صدق، أو عن غير ذلك، أنشقيت مرحباً، لكن لا تسرق جهد ودماء ونضال شباب في عمر الورد، لا تسرقوا ثمرات دماء شبابنا؛ فالثورة تعرف من قام بها، وقادها، وحماها -بعد الله سبحانه وتعالى-، تعرف رجالها ونساءها ممّن ضحَّوا بكل شيء من أجلها، ليس ذلك فحسب، فقد ضحَّوا بكل شيء ليس في الوقت الضائع، بل واجهوا إعلامياً وسياسياً وقتالياً، واجهوا الطاغوت وآلته العسكرية الاستخباراتية الأمنية الرهيبة، وهو في أوج قوّته، وليس في الوقت الضائع.
-
الرئاسي ورئاسة الوزراء ومجلس الدولة: