كثيرا ما نسمع من بعض المحللين السياسيين الذين يخرجون في القنوات الليبية بأن أمريكا لا تهتم بليبيا لكن يقلقها التدخل الروسي.
لذلك أمريكا الآن مهتمة بالشأن الليبي بسبب التدخل الروسي هذا الكلام بصفة شخصية تكرر في أذني كثيرا من أولئك المحللين حتى ظننا أن ذلك مسلّمة سياسية لكن هل فعلا أمريكا غير مهتمة بليبيا قبل التدخل الروسي؟
أذكر نفسي والقارئ الكريم بأن العالم بعد انتهاء الحرب الباردة عام 1991
و سقوط الاتحاد السوفياتي أصبح عالما بقطب واحد وهو “أمريكا” تتزعم العالم وتملي عليه سياستها (بل إن قضايا دول العالم أصبحت من الشؤون الداخلية لأمريكا).
وأضحت الولايات المتحدة تستعرض عضلاتها على العالم و تفتك في كل مرة بدولة صغيرة تجرب فيها أسلحتها وعتادها المتطور إلى أن غرقت في وحل أفغانستان ومن بعدها العراق
تغيرت الاستراتيجية الأمريكية وأصبحت تخوض الحروب بوسائل أخرى أشد وأكثر فتكا وأقل خسارة في الأموال والأرواح الأمريكية.


الأمم المتحدة مؤسسة أمريكية
يقول الرئيس الأسبق للأمم المتحدة بطرس غالي في كتاب الأمم المتحدة المهزومة: إن الأمم المتحدة ملكية حصرية لأمريكا تستخدمها بالترهيب والترغيب والفيتو تارة لإنفاذ مصالحها فقط.
وهذا هو الواقع اليوم من أراد أن يعرف موقف أمريكا من الصراع في ليبيا أو أي مكان آخر فعليه أن يعرف موقف الأمم المتحدة فهي الأداة التي تنفذ سياسة أمريكا بكل حذافيرها.
وشاهد العالم أجمع كيف اسُتخدمت الأمم المتحدة في شن حرب على العراق بمعلومات كاذبة راح ضحيتها ملايين من الشعب العراقي.
وفي ليبيا لم تكن مواقف الأمم المتحدة بعد إسقاط القذافي لصالح الليبيين بل كانت داعمة لحفتر بكل ما تملك حتى إن أمينها العام غوتيريس كان في العاصمة طرابلس لخداع الليبيين وللتمهيد لحملة حفتر العسكرية على طرابلس.

باطنه حماية أمن ما يسمى بإسرائيل ومحاربة المسلمين
كل تقارير غسان سلامة يصف عصابات حفتر بالجيش الوطني الليبي بينما يصف القوات التابعة للجهة الشرعية والممثلة للدولة الليبية بقوات مصراتة أو تشكيلات مسلحة وغيرها من التعابير التي تدل دلالة واضحة على انحياز هذه المؤسسة الدولية لصالح مجرم الحرب حفتر.
الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير
مشروع الولايات المتحدة في منطقتنا يقوم على ثنائيتين التفكيك والتركيب أي التغيير الديمغرافي والهندسة الاجتماعية الطويلة والتي تعتمد على استخدام القوة العسكرية وأيضا هذه المؤسسات الدولية كأداة لتطويع الشعوب للخضوع لهذا المشروع الذي ظاهره الدعوة للديمقراطية والقيم الغربية و باطنه حماية أمن ما يسمى بإسرائيل ومحاربة المسلمين.


الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الكبير
لقد كررت كوندليزا رايس في حرب العراق بأنهم سيجعلون العراق نموذجا لكل دول المنطقة فما الذي حدث في العراق
لقد سيطرت الولايات المتحدة أكثر على منابع النفط في العراق والمؤسسات السيادية وزرعت الطائفية و غيرت التركيبة السكانية لكثير من المدن مع وضع البلاد على صفيح ساخن قابل لاندلاع المعارك في أي وقت.


الخلاصة:

أن الولايات المتحدة مهتمة أشد الاهتمام بليبيا وصنع مستقبلها بحسب الرؤية الأمريكية والأمم المتحدة تمثل السياسية الأمريكية في ليبيا أو أداة الإدارة الأمريكية في ليبيا.

 2