قال السيد نوري أبو سهمين رئيس المؤتمر الوطني العام في كلمة له في برنامج “بين السطور” الذي بثته قناة التناصح الفضائية أمس أن تحرير قاعدة الوطية جاء نتيجة جهود مستمرة من أعوام بُذلت فيه دماء عزيزة.

ونبه السيد أبو سهمين إلى أن المحافظة على المكسب أصعب من نيل المكسب؛ وعليه يجب التفكير بجدية للحفاظ على قاعدة الوطية العسكرية … والسعي الدؤوب لرد الصائل، فلا أحد يريد الحرب لكن عندما تفرض علينا صيانة للوطن والمبادئ فيجب أن لا نتردد في ذلك؛ مؤكدا أن الحرب على الشرعية لم تبدأ في 4/4/2019 بل بدأت قبل ذلك بكثير في 14/2/2014 بإعلان المتمرد حفتر تجميد الإعلان الدستوري واعتبار المؤتمر الوطني وحكومته في حكم المتوقفين، ثم توالت جرائمه بتدمير بنغازي ودرنة واحتلال الجنوب والجفرة وغريان وبعض مدن الغرب الليبي.

هذا وقد هنأ السيد أبو سهمين الأبطال الذين حرروا الوطية، وترحم على الشهداء، ودعا بالشفاء للجرحى .. وطالب بتحييد قاعدة الوطية عن الصراع المحلي والأيديولوجي والسياسي والجهوي لتكون قاعدة للوطن؛ وشدد على ضرورة إعداد برنامج عسكري كامل من رئاسة الأركان والجهات الأمنية لبسط السيطرة على القاعدة حتى لا يتفاجأ الناس بتحركات تحت غطاء شرعيات حكومية أو قوى عسكرية مناطقية تجر الناس لحرب أخرى وتحشيد آخر لتحريرها.

كذلك شدد السيد أبو سهمين على عدم الانجرار خلف الدعوات الإقليمية لتقسيم ليبيا؛ وضرورة المناداة بليبيا دولة واحدة متحدة؛ ولا بأس في هذا الإطار من اعتماد نظام لا مركزي، مثل نظام المحافظات ذات الصلاحيات الواسعة أو غيره من المعايير العلمية والموضوعية مما يحدده المختصون.

كما توجه بنصيحة لثوار بركان الغضب أن يسارعوا بتنظيم أنفسهم بإعداد خطة اندماج تحت جسم شرعي يستندون فيه إلى قانون سابق أصدره المؤتمر الوطني العام بتشكيل قوة الحرس الوطني، ليحافظوا على الانتصارات، ويضمنوا عدم الانقلاب على مبادئ الثورة.

كذلك أشار إلى أن الاتفاق مع تركيا جاء متأخرا كثيرا؛ لأنه كان بالإمكان أن يوقع هذا الاتفاق مبكرا منذ 2015 أو 2016 على الأكثر. وثمّن وقوف تركيا مع الشعب الليبي في الوقت الذي أدار له المجتمع الدولي ظهره؛ وتقدم بالشكر لتركيا رئيسا وحكومة وشعبا لوقوفها مع ليبيا الأمر الذي لا يعد غريبا عليها، فمواقفها عبر التاريخ معروفة، ولعل حملة مراد آغا في حروبه مع فرسان القديس يوحنا تمثل جزءا من تلك الصفحات المضيئة.

وأضاف أنه لا يرى مانعا من تفعيل الاتفاقية مع تركيا وتحويلها لتنشئة عسكرية مشتركة تحقق مصالح الدولتين بتوازن واقتدار؛ وبين أنه لا يجب الاهتمام بالأبواق الإعلامية التي تهاجم الاتفاقية؛ فقد عقدت ليبيا سابقا اتفاقات مع فرنسا وبريطانيا وغيرها ولم يقل أحد أن ذلك خيانة؛ كما شدد أن الواقع يحتم علينا أن الدولة التي وقفت مع ليبيا في محنتها وشدتها يجب أن تعطى امتيازات قبل تلك التي ابتعدت عنا في وقت ظروفنا العسيرة.

كما شكر سيادته دولة قطر على وقوفها مع ليبيا؛ وناشد دول الجوار التعاون لحماية الحدود.

وفي ختام كلمته أكد على أن من واجب الشعب الليبي أن يفكر في غد أفضل ومستقبل زاهر ينفض فيه غبار الحروب، ويبني دولة موحدة قوية، تنبذ الاستبداد والغلو والتطرف، ويشترك في بنائها كل الليبيين؛ تقوم على العدل واحترام القانون .. وناشد السلطات القضائية والضبطية بإطلاق سراح المسجونين ظلما والنظر إليهم بعين الشفقة والرحمة في هذه الأيام المباركات.