قال مفتي عام ليبيا، الشيخ د. الصادق الغرياني، بأن المشاعر الإنسانية لدى حكّام العرب والمسلمين “قد انعدمت”، معتبرًا أنهم “فقدوا الإحساس بالنجدة والنصرة التي أوجبها الله عليهم”، بل تحوّلت نصرتهم – بحسب تعبيره – إلى “مساندة الكافرين ضد المسلمين”، من خلال خطوات التطبيع التي “تسترضي المعتدين وتفتح لهم أبواب احتلال بلدانهم وتمزيق أوصالها”.

وأضاف المفتي أن ما يصدر عن الإدارة الأمريكية من تصريحات بشأن قرب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وما يُتداول من تقدّم في حلّ بعض القضايا، “ليس إلا تضليلًا للرأي العام العالمي ومحاولة لامتصاص الغضب المتصاعد إزاء الجرائم التي تُرتكب”.

وأوضح المفتي أن “الحرب في غزة لن تتوقف إلا إذا واجه الاحتلال وضعًا مشابهًا لما حدث مع إيران، حين اضطر الرئيس الأمريكي إلى التحرك بعد أن شهد اندلاع النيران في مدن الكيان الصهيوني، وتهاوي البنايات تحت ضربات الصواريخ الإيرانية التي عجزت المنظومات الدفاعية الأمريكية والصهيونية عن اعتراضها”.

وتابع المفتي: “الحرب ستتوقف إذا تصاعدت بطولات المجاهدين، وازدادت الكمائن المحكمة التي توقع العشرات يوميًا، واستمرت العمليات الصاروخية من اليمن ضد الاحتلال. حينها فقط يمكن الحديث عن وقف حقيقي للحرب، أما ما عدا ذلك فمجرد أوهام”.

واختتم المفتي بالقول إن “وقف الحرب لا يمكن الوثوق به لا من قبل الولايات المتحدة ولا من الوسطاء، الذين فشلوا في اتخاذ أي موقف عند استئناف الاحتلال للقتال بعد اتفاق يناير الماضي، ولم يستطيعوا حتى الاعتراض. وكذلك الحال في لبنان، حيث لم تفِ واشنطن بوعود وقف إطلاق النار، وأصبحت البلاد كلها مستباحة للعدوان. فلا يفلّ الحديد إلا الحديد”.

مشاركة