بعد كل هذا الدم… يجب ألا يهدأ لنا بال… أو أن يستقر لنا أمر أو قرار… أو ترضى ضمائرنا… أو تستريح إلا ببناء وطن… حر… موحد… تسوده قيم الأمن… والأمان… والمحبة… والحرية… والمودة… والطمأنينة… والسلام… عندها… وعندها فقط… قد تستريح ضمائر الوطنيين منا.
بعد كل هذا الدم… لن نمسح دموع الضحايا… واليتامى… والأرامل… والثكالى… والمظلومين… إلا ببناء وطن تسوده قيم الخير والنماء والرفاهية والبناء.
بعد كل هذا الدم… لن نجرؤَ على رفع رؤوسنا عاليا أمام العالم… وأمام أجيالنا القادمة… وقبل كل ذلك… أمام شهدائنا… يوم تعنو الوجوه للحي القيوم… لن نجرؤ على رفع رؤوسنا عاليا… إلا ببناء وطن عزيز شامخ كريم.
بعد كل هذا الدم… لابد أن نزداد إصرارا… وتمسكا… ببناء دولة طيبة… متطورة… منظمة… نظيفة… متقدمة… راقية… معطاءة… تقبل… وتتسع… وتسع… الجميع.
لذلك
لا عودة… بعد كل هذا الدم… ولا تراجع… ولا يأس… ولا تردد… ولا تنازل… عن بناء ليبيا… ديمقراطية… مدنية… مسالمة… آمنة.
بعد كل هذا الكم الهائل من الدماء… وهذا الكم الهائل من الشهداء… وهذا الكم الهائل من الضحايا… لابد أن نزداد إصرارا على الثوابت والقيم والأهداف التي مات من أجلها الشهداء… عندها… وعندها فقط… ستزداد ليبيا شموخا فوق شموخها… وما ذلك على الله ببعيد… وما ذلك على الليبيين ببعيد… وما ذلك على وطني ببعيد. والله ولي التوفيق

د. فتحي الفاضلي 
مشاركة