مشهد حدث اليوم لا يمكن أن يمرّ دون مشاركة الجميع بتفاصيله، فكالعادة أكرمني الله سبحانه وتعالى هذا الفصل بأن أشرف على طالبات برنامج التربية العملي بمدرسة ابن الهيثم الثانوية للبنات – بالنوفليين.
وفوجئت اليوم بطالبات مدرسة ابن الهيثم بأحد الصفوف… يقمن من مقاعدهن… وهن يتصايحن ببهجة وفرح وسرور وحيوية وحماس برؤية طالبة كلية التربية هند علي رمضان (قسم اللغة الإنجليزية) وهي إحدى طالبات برنامج التربية العملي.
المشهد ذكّرني بمشهد استقبال المعجبين لأحد المشاهير في المجال الرياضي أو الفني أو الثقافي أو غيره، فعادة ما يكون استقبال المعجبين مصحوبا بالصراخ وطلب التوقيعات ومحاولة المصافحة، مشهد اليوم مع طالبتنا هند يشبه تلك المشاهد. ليس ذلك فحسب، بل تكرر نفس المشهد اليوم مع نفس الطالبة في صف آخر.
مشهد براءة فيه صفاء وصدق ونقاء… فلا نفاق ولا مجاملة ولا كولسة ولا أقنعة ولا مصالح ولا إقصاء ولا تهميش… نيات ومشاعر وأحاسيس صادقة… نابعة من قلوب ونفوس بريئة… من طالبات مدرسة ثانوية… مشهد نقيّ جسّد نجاح الطالبة هند في أصعب مواقع التعليم وأكثرها حساسية وهي محبة التلاميذ لمعلمهم. مشهد يثلج الصدر، وقد شعرت شخصيا بالفخر والاعتزاز.
المشهد لم يكتمل بعد… الطالبات طلبن (بالرجاء) من هند أن تعود إليهن مرة أخرى، وعندما وعدتهن هند، كاد البعض منهن أن يطرن فرحا مع التعبير – مرة أخرى – عن الفرح والبهجة والامتنان والسرور بصوت جماعي صاخب مصحوبا بالتصفيق.
السر يكمن في إبداع الطالبة في مجالها… في تمكنها من المادة… وفي أداء دروسها… وإبداعها وإخلاصها وصدقها وحماسها في العطاء… في معاملتها لتلاميذها… في ابتسامتها… وفي مقدرتها على تضييق الهوة أو الفجوة بين الأجيال، وكلّ ما سبق يعتبر من أهم صفات المعلم الناجح الكفء الفعال.
فهنيئا لهند تميزها المبكر، وهنيئا لقسم اللغة الإنجليزية، وهنيئا بالتأكيد لكلية التربية طرابلس – جامعة طرابلس، والتي من حقها أن تفخر بمخرجاتها.
ولا يفوتني أن أنوّه بأن باقي الطالبات من الفريق المميز الذي أقوم بالإشراف عليه بمدرسة ابن الهيثم (طالبات قسم الحاسوب والكيمياء والإنجليزي) قد أبدعن أيضا أيَّما إبداع، تخطيطا للدروس وتنفيذا ورغبة وجدية وحماسا ووسائل وابتكارا، خاصة في ظل هذه الظروف التي لا تخفى على أي منّا.
كما لا يفوتني أن أشير إلى حُسن ضيافة مدرسة ابن الهيثم الثانوية للبنات (إدارة ومعلمين وكادرا بصفة عامة) وتقديرهم وتعاونهم ودعم المسيرة التعليمية لأجيالنا الجديدة، فجزاهم الله عنا كل خير.
لقطة رائعة لابد أيضا أن أشرك فيها الجميع، فقد رأيت البهجة والفرح والفخر والسرور أيضا على وجوه باقي طالباتنا بدون استثناء، فرحا لزميلتهن هند، ما ينبئ بروح الفريق الواحد، والعائلة الواحدة، والهدف الواحد، وما ينبئ – أيضا – بأن جيل الأمل قادم بإذن الله. والله من وراء القصد. تحياتي.
فتحي الفاضلي
كلية التربية – طرابلس
قسم التربية وعلم النفس
طرابلس- الثلاثاء – 6-7-2021م