قاهر الطغاة والعملاء والقتلة والظالمين 

سيد قطب… سيد قطب… سيد قطب… ما زالت المخابرات السعودية تطارد روح سيد قطب حتى يومنا هذا… الرجل توفي منذ نصف قرن ويزيد… وما زال قاهرهم.

نشرات… وكتب… ومجلات.. وصحف… ومنشورات… وبرامج… وأحاديث وحوارات.. تتهم سيد قطب حتى يومنا هذا… بباقة من التهم … أقلها أنه تكفيري… وكفر المجتمعات… ووجودي… ومن الخوارج…. وغير ذلك من تهم… يرددها البعض كالببغاء لا يطلعون ولا يقرأون ولا يدرسون بأنفسهم كتابات وأفكار ورؤى وإصدارات سيد قطب… بل يفكرون بآذانهم.. يعني اللي يسمعوه ايقولوه. الله سبحانه وتعالى رزقهم بعقول… فاختاروا ألا يستخدموها. وفضلوا بدلا من ذلك استخدام آذانهم.

المخابرات السعودية لا تحدثها عن شيء – حتى على فروع الفروع في الإسلام – إلا وتدّعي لزوم إتيانك بالدليل من الكتاب والسنة؟ بينما تصنف إنسانا مفكرا إسلاميا مات على لا إله إلا الله ومات من أجلها، تتهمه دون دليل ولا إثبات ولا إقناع.

بل يتصيدون كلمات وفقرات وأسطر لا تتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة، تقبل ألف تفسير وتفسير وألف تأويل وتأويل وألف معنى ومعنى. ويتركون آلاف الصفحات الواضحة المغزى والواضحة التوجه، والواضحة المعنى التي لا تخالف العقيدة الإسلامية ولا تخالف الكتاب والسنة.

ليس ذلك فحسب… بل إن المخابرات السعودية ومن تضللهم بتدليسها لا تهاجم الطغاة والقتلة والظالمين والمفسدين الذين يحرقون اليوم الأخضر واليابس عبر حروب إبادة ضد المسلمين… ولا تحارب الذين يقتلون عباد الله – الخاشقجي مثلا – ولا تحارب الذين يستجلبون الراقصات والمغنيات والمخنثين إلى مكة والمدينة.

ولا تهاجم الذين يقبلون أن يزني ولي أمرهم على الهواء، وغير ذلك مما لا تتقبله حتى الحيوانات لو نطقت. بينما يهاجمون شهيدا أفضى إلى ربه بما قدم منذ خمسين عاما ويزيد.

المشكلة أنه إذا مات أو قُتل مجرم أو قاتل أو ظالم… تلطخت يداه بدماء الموحدين… المؤمنين… من أهل السنة… يقولون على ذلك المجرم… أفضى بما قدم إلى ربه… واذكروا محاسن موتاكم… واطلبوا له الرحمة… .. إنه الآن بين يدي الله… لا تجوز على الميت إلا الرحمة.. بينما يقولون على شهيد الإسلام… القلم الذي هز عروش الطغاة… يقولون عنه… الهالك… فقبح الله سعيكم وتفكيركم وتناقضاتكم .

يا سادتي… وباختصار شديد … لقد مس قلم سيد قطب الحكم… ومس الكراسي والعروش والاستبداد والتكبر وتأليه وعبادة البشر والظلم والتسلط على عباد الله.. فكان لزاما على الظالمين والقتلة والمرجفين وأصحاب العروش التي تهزها الكلمات أن يحاربوا هذه القامة… قامة على مستوى الأمة الإسلامية… بل على مستوى التاريخ الإسلامي.

قامة ما زالت كلماته تجد طريقها إلى عقول وقلوب ونفوس ووجدان المؤمنين الموحدين أتباع الكتاب والسنة والسلف الصالح الذين لم يرضخوا لظلم ولا لطاغوت ولا لاستبداد ولا لقهر ولا ذل وإذلال وتنكيل. وذلك ما مات سيد قطب من أجله.

فنم هنيئا يا شهيدنا… فلا نامت أعين الجبناء.

فتحي الفاضلي

طرابلس- 25-3-2021م