تشهد مدينة بني وليد تحركا ملحوظا لعناصر وقيادات تنظيم الدولة، حيث تم يوم الثلاثاء استهداف قيادي تابع لما يعرف بتنظيم الدولة في غارة جوية، أعلنت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا “أفريكوم” مسؤليتها عنها. ليكون هذا القصف الثالث من نوعه في مدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر؛ لهذا التنظيم في المنطقة.

تكررُ القصفِ في المدينة نفسِها؛ أثار انتباه بعض المحلّلينَ عن سبب اتخاذ عناصر “داعش” وقياداتها مدينة بني وليد ملجأ لهم، حيث لم تَصدرْ أي بيانات من المدينة تُوضّح أو تنفي حقيقة تواجد هذه العناصر، لا سيما أنّ الذين تم قصفهم قياديون في تنظيم الدولة، مما أثار أيضا تساؤلا قديما حديثا عن مدى العلاقة الوطيدة بين عناصر تنظيم الدولة وأنصار النظام السابق، خاصة إذا علمنا أن مدينة بني وليد حاضنة لعناصر الأخير.

ذكرت هذه الأحداث المتتابعة بعض المحللين بالتسجيلٍ الصوتي الذي نشرته قناة النبأ الفضائية -العام الماضي- لمحمود المصراتي والمعروف بتأييده لما يسمى بعملية الكرامة، يتحدث فيه عن تنسيق مسبق بين عناصر مجرم الحرب حفتر وعناصر تنظيم الدولة، لتهريب الأخير من مدينة بنغازي وانتقالهم لمدينة بني وليد.

يأتي كل هذا في ظلِّ مخاوفَ داخليّة وخارجية من تدهور الأوضاع في تلك المنطقة، ويبقى السؤال لماذا يسعى أنصار ما يسمى بعملية الكرامة مع أنصار النظام السابق لإعادة إحياء تنظيم الدولة في مدينة بني وليد الآمنة، بعد هزيمتهم بمدينة سرت.