لقد استطاع حفتر الضحك على كثير من الناس بمسمى الجيش والشرطة، لأن الناس في عمومها تريد جيشاً يحمي حدودها ومقدراتها، ويدافع عن أمنها واستقرارها، وتريد شرطة تأخذ الحقوق لأصحابها، وتنتهي الفوضى والهرج وتستقر البلاد، ودخل حفتر على البسطاء من هذا الباب، فانخدع به الكثير، وصار يسوّقون له الاسم الشريف (الجيش الشرطة)، وصار يُطلقه على ميليشياته المارقة التي أجرمت في حق الكثيرين، كالإعدامات في الشوارع دون محاكمة، وحرق للبيوت، واغتصاب الأملاك، وسرقة المصارف (المجاري)، وإخراج الموتى من قبورهم، وتعليق الجثث على أسوار معسكر الصاعقة، والجوب بهم في شوارع بنغازي، وانتهاكات كثيرة طالت مدن الجنوب -سبها وغدوة وبراك وأيضا سرت وغيرها- ومع تلكم الفظائع كلها لا زال يُسوّق للناس على أنه جيش وشرطة جاء لتوفير الأمن والأمان للبلاد!!


والطامة والمصيبة الكبرى أن الناس يتعامون عن جرائم المسمى زوراً وبهتاناً بالجيش والشرطة ويصدّقون بل ويدافعون عليهم!!


فيالله العجب!!


نعم في طرابلس ميليشيات!


لكن لم يمثلوا بالجثث مهما حصل بينهم من اقتتال!!


ولم ينبشوا القبور!!


بل دافعوا عن عاصمتهم وأهلها ووفَّروا لها الأمن بنسبة كبيرة مقارنة بمدينة بنغازي التي يدّعي أهلها الموالون لحفتر أنهم جيش وشرطة؟!!


نحن مع جيش ولاؤه لله ثم لوطنه، جيش يحمي المواطن الحي لا يلاحق الأموات في قبورهم!!


جيش يحمي الحدود والممتلكات لا يسرق المصارف ويدّعي أن المجاري أتلفتهم!!


جيش يحترم المسؤول والحصانة الدبلوماسية لا أن يختطف نائبا له حصانة ثم يقول لا نعلم عنها شيئا؟!!


جيش لا يجلب المرتزقة لقتل أبناء شعبه ولا يجلب ملحدين ليلبسهم لباس الجيش الوطني؟!!


جيش لا يُرهب المسؤولين ولا ينقلب عليهم لتنفيذ أجندات خارجية!!!
ولعل الجيش في تونس أقرب مثالاً ونموذجاً للحفاظ على أمن البلاد وسلطته المدنية وعدم استجابته لدعاوى الانقلاب التي تأتيه بالمغريات من دول الخليج وغيرهم! لأن الوطنية الصادقة قد تمكنت من قلوبهم فلم يبيعوا الوطن بالدولارات والمناصب والمغريات؟!!


فمتى يستيقظ المواطن المُغرر به؟!

ويعلم حقيقة اللُّعبة التي تُحاك له من الدول الخارجية وخصوصاً دول الخليج التي يعرفها الكثيرون؟!!

العجيلي العجيلي

مشاركة