هذا الغول الصغير جدًا يتربص بنا في كل ناحية، في مقبض الباب ومقود السيارة وفي بواقي النقود التي تستلمها من المخبز والدكان، وفي كوب الشاي في المقهى القريب من بيتنا، وفي كراسة الأطفال العائدين من المدرسة وفي قبلة الأمهات الحانية بل في الماء والهواء والأرصفة والطرقات فما العمل؟!

إن التصدي لكل هذه التفاصيل أمر مرهق وليس ذا جدوى!!

جيد أن تتحمل الدول مسؤولياتها فتؤمن المنافذ وتنشر المنظفات في الطرقات والمطارات والساحات العامة وتستعد بتوفير حجرات للعزل وأجهزة للتنفس الصناعي ونشر التوعية الإعلامية للوقاية والعلاج ولكنها لن تستطيع أن تتصدى لمخاوف الناس ووسوساتها؟

دعك من تعقب الفيروس فإنك لن تطيق ذلك ولن تستطع فهذا القاتل الخفي ليس بعوضة أو برغوثا يمكن أن نعلن عليه الحرب بعلبة مبيد حشري أو دواء للحكة ولكنه فيروس مراوغ لا يرى بالعين المجردة!!

تعالوا نواجه الأمر بطريقة أخرى لا تخطئ ولا تخيب !!
اتصلوا به مباشرة بدون وساطات ولا أسباب
اتصلوا به مباشرة فإن هذه الكورونا تعمل تحت سمعه وبصره و تأتمر بأمره
اتصلوا به مباشرة ودعكم من الركض خلف أخبار المرض وأعراضه ومدة حضانته فلا يعلم سره وكنهه إلا هو
(وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ۚ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ ۚ وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ )
كلما حزبك أمر هذا الفيروس أو تلك القذيفة العشوائية اتصل به
فإنه لا تأخذه سنة ولا نوم وإنه لا يرد دعوة الداع إذا دعاه!!
اتصل به مباشرة فإنه ما أرسل هذا الفايروس إلا لأنه يريدنا أن نتصل به!

(ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ).

كتبه: فرج كريكش

12 مارس 2020

 
مشاركة