مستحيل…

مستحيل تقنعني أنّ بعضا ممن يحسبون أنفسهم من الساسة والنخب والكتاب والمستشارين والمناضلين والإعلاميين والمعارضين والسياسيين.. ممن يعتقدون أنّهم انقلبوا على خليفة… مستحيل تقنعني… بأنّهم لم يدركوا… منذ الثانية الأولى… التي أعلن فيها المعتوه… تجميد الإعلان الدستوري… وهو يرتدي البذلة العسكرية… أنّ هذا الأعلان… هو انقلاب عسكري… على الثورة والدولة والوطن… انقلاب سيُدخل الوطن في نفق من الدم والمذابح والصدام والقتال والدمار، ومع ذلك انضموا إليه وأيدوه ودعموه وساندوه على دمار وطنهم، ثمّ انقلب عليهم أو طردهم من دائرته.

 

من لم يدرك ذلك … منذ اللحظات الأولى… إمّا أن يكون ساذجا أو انتهازيا… أو غبيا سياسيا من الطراز الأول… وفي جميع الأحوال… يجب أن لا يتصدر أمثال هؤلاء المشهد السياسي أو الإعلامي أو الثقافي… وعظا وتحليلا وتنظيرا، فالثورة والدولة والوطن… ليسوا في حاجة إلى أحد، بل نحن في حاجة إلى الثورة والدولة والوطن.

 

التاريخ والثورات والشعوب تغفر للساذج والمغرر به والإنسان البسيط غير المتابع، أمّا الانتهازي المحسوب جزافا… على المثقفين والنخب والإعلاميين والسياسيين… وغيرهم من سلسلة الألقاب السراب… فلن يتردد في طعن الوطن ألف ألف مرة أخرى… ويزيد. والله من وراء القصد.

 

فتحي الفاضلي

طرابلس- 7-4-2020م.