كشف تقرير لوكالة رويترز عن عملية واسعة لتهريب أموال نقدية، ومقتنيات ثمينة، ووثائق سرية، وشخصيات مقرّبة من الرئيس السوري السابق/ بشار الأسد إلى الإمارات العربية المتحدة عبر طائرة خاصة، وذلك في الساعات الأخيرة قبل سقوط نظامه، مع إشارات إلى دور محتمل لدولة الإمارات في تسهيل هذه العملية.

وأفاد التقرير الذي استند إلى أكثر من 12 مصدرًا، وبيانات تتبع رحلات، وصور أقمار صناعية: أنّ مستشار الأسد الاقتصادي/ ياسر إبراهيم نسّق استئجار طائرة خاصة من طراز إمبراير ليجاسي 600 (مسجلة في غامبيا برقم C5-SKY)، وقامت بأربع رحلات متتالية بين سوريا، ومطار البطين التنفيذي في أبو ظبي خلال 48 ساعة (6-8 ديسمبر) قبيل انهيار النظام.

وسلطت رويترز الضوء على مؤشرات تدلّ على دور أو علم إماراتي بالعملية؛ ففي إحدى الرحلات المغادرة من دمشق، شوهدت سيارات تابعة للسفارة الإماراتية بالقرب من منطقة كبار الشخصيات في المطار.

والأهم من ذلك ما أفادته مصادر للوكالة بأنّ أحمد خليل، وهو مساعد مقرب من إبراهيم، وخاضع لعقوبات غربية، وصل إلى قاعدة حميميم الروسية (التي انطلقت منها الرحلة الأخيرة) بواسطة سيارة مدرّعة تابعة للسفارة الإماراتية قبل استقلاله الطائرة المتجهة إلى أبو ظبي، وكان يحمل مبلغ 500 ألف دولار نقدًا. كما ذكر التقرير أنّ ياسر إبراهيم نفسه وصل إلى أبو ظبي في 11 من ديسمبر.

وذكرت المصادر أنّ الطائرة نقلت حقائب تحتوي على مئات الآلاف من الدولارات، بالإضافة إلى وثائق، وأجهزة كمبيوتر، ومحركات أقراص صلبة تحتوي على معلومات استخباراتية رئيسية حول الشبكة التجارية الواسعة التي سيطر من خلالها الأسد، وإبراهيم على قطاعات كبيرة من الاقتصاد السوري، كما نقلت الطائرة أفرادًا من عائلة الأسد، وموظفين بالقصر، ومساعدين.

وأشار التقرير إلى أنّ الطائرة تم استئجارها من رجل أعمال لبناني يملك شركة مسجلة في منطقة حرة بـدبي، ولم تستجب وزارة الخارجية الإماراتية لأسئلة رويترز حول العملية.

وأكد مسؤول كبير في الحكومة السورية الجديدة لرويترز تهريب أموال للخارج قبل سقوط الأسد، وأنّ الحكومة عازمة على استعادتها، لكنه لم يوضح كيفية خروجها، أو وجهتها النهائية التي لا تزال قيد التحديد.

مشاركة