أكد رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة أن البلاد تشهد تحولًا حقيقيًا من مرحلة الفوضى إلى مرحلة تثبيت أركان الدولة، مشددًا على أن ما تحقق مؤخرًا “انتصار للدولة” لم يكن ليتحقق لولا القضاء على “أكبر ميليشيا إجرامية” في العاصمة.

وقال الدبيبة، خلال كلمة له أمام منتسبي وزارة الداخلية، إن الوزارة أصبحت ولأول مرة منذ عام 2011 الجهة الوحيدة المسؤولة عن تأمين العاصمة طرابلس، مؤكدًا أن “الجميع أذعن لمشروع الدولة وإجراءاتها السيادية”.

وأشار إلى أن وزارة الداخلية شهدت تطورًا ملحوظًا على مستوى الهياكل والمهنية والانتشار الأمني، معتبرًا أن هذا التطور “ليس مكرمة بل استحقاق لجهد بدأ منذ عام 2021”. وأضاف: “ننتقل اليوم من مرحلة التحدي إلى مرحلة التمكين، ومن الفوضى إلى دولة المؤسسات”.

وشدد رئيس الحكومة على ضرورة مواجهة التهديدات الأمنية مثل الجريمة، والمخدرات، والخطف، والابتزاز، داعيًا إلى محاربتها بـ”نظامية وقوة”. كما دعا مديرية أمن طرابلس إلى تقديم نموذج أمني قوي يشمل كل البلديات، مشيرًا إلى أنه سيتابع تقارير أدائها بشكل يومي بالتنسيق مع وزير الداخلية.

وأشاد الدبيبة بأداء الأجهزة الأمنية خلال المظاهرات الأخيرة، مؤكدًا أنها “مرت دون اعتداء أو مضايقة أو ملاحقة قانونية”، معتبرًا ذلك “نضجًا أمنيًا حقيقيًا”، مضيفًا أن “التظاهر السلمي حق أصيل، لا مكرمة مؤقتة”، وأن “أمن الدولة يُبنى باحترام الحريات لا بقمعها”.

وفي سياق متصل، قال الدبيبة: لا “السجون السرية أو اغتيالات لنواب الشعب أو إذلال للنساء”، مؤكدًا أن “هذه هي الشرطة التي نريدها، وهذا هو النموذج الذي نؤمن به”.

وشدد على أن مهمة الأجهزة الأمنية هي أن تكون “ضمان للكرامة لا أداة للإهانة”، وأن التوقيف يجب أن يتم حصريًا من قبل وزارة الداخلية وتحت إشراف النيابة العامة. كما قال: “لن نسمح بوجود أي سجن خارج سيطرة الدولة، وكل موقوف يجب أن يكون تحت ولاية القضاء”.

وأشار إلى أن النائب العام أكد وجود سجون لا تخضع لإشراف قضائي، وأن أحد المقالين احتجز محكومين بالإعدام ومتهمين بالإرهاب وابتزّ ذويهم، مؤكدًا أن “هذا الابتزاز جريمة واضحة ولن يمر دون عقاب”، ومتوعدًا بأن “من تورّط سيُحاسب أمام القانون بلا تهاون”.

وختم الدبيبة بالقول: “أنتم صناع التحول التاريخي في مؤسسات الدولة. كل خطوة منكم تسقط جدارًا من الفوضى وتبني لبنة في استقرار الوطن. نجاح الدولة اليوم يمرّ عبر نجاح وزارة الداخلية، كونوا رجال أمن لا يُهزمون، ورجال دولة لا يتراجعون”.

مشاركة