من ملاعب كرة القدم إلى حروب ليبيا: تقرير يكشف دور منصور بن زايد الخفي في تأجيج الصراع الليبي
378
كشف تقرير موسع لصحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، المعروف عالميًا بملكيته لنادي مانشستر سيتي الإنجليزي، لعب دورا محوريًا وخفيًا في تأجيج الحرب الأهلية في ليبيا، حيث عمل “كموجّه” ومسؤول مباشر عن إدارة علاقة الإمارات بخليفة حفتر، في سياسة أدت إلى انتهاكات واسعة للقانون الدولي وإطالة أمد الصراع المدمر.
ووفقًا لمقابلات مع مسؤولين أمريكيين ودبلوماسيين سابقين، كان الربيع العربي عام 2011 نقطة تحول دفعت قادة الإمارات إلى التدخل بقوة في دول المنطقة خوفًا من صعود الحركات الإسلامية، وفي هذا السياق، كُلّف الشيخ منصور، شقيق حاكم الإمارات، بإدارة “رجال أقوياء غير مرغوب فيهم لكنهم مهمون”، وكان خليفة حفتر على رأس هذه القائمة في ليبيا.
“الموجّه” وحليف الحرب
وصف دبلوماسي أمريكي سابق رفيع المستوى، أندرو ميلر، دور الشيخ منصور قائلًا: “إنه المصلح، والموجّه، والشخص الذي يُرسَل إلى أماكن لا تحظى بالكثير من البريق أو الدعاية، ولكنها مهمة للإماراتيين. يبدو أن هذا هو مجاله”.
وبدءًا من عام 2015، لاحظ المسؤولون الأمريكيون أن الشيخ منصور كان يتحدث بانتظام مع حفتر و”يدير” العلاقة بهدوء، وهو ما اعتبروه إشارة إلى أن الإمارات تضع رهانها الكامل على القائد العسكري الليبي.
أسلحة ومرتزقة في انتهاك للحظر الدولي
أدى هذا التحالف إلى عواقب وخيمة على الأرض، حيث تدفقت الأسلحة الإماراتية إلى ليبيا، في انتهاك صارخ لحظر الأسلحة الدولي الذي تفرضه الأمم المتحدة. والأخطر من ذلك، أن أسلحة أمريكية كانت قد بيعت للإمارات ظهرت في ساحة المعركة الليبية، مما أثار توترًا مع واشنطن.
ووصل الدعم الإماراتي ذروته في عام 2020، حينما أشار تقرير للبنتاغون إلى أن الإمارات على الأرجح هي من موّلت استقدام مرتزقة من مجموعة “فاغنر” الروسية للقتال إلى جانب قوات حفتر في هجومها الدامي على العاصمة طرابلس.
حصانة خلف واجهة رياضية
على الرغم من الأدلة الدامغة على هذا التدخل، ظل الشيخ منصور والإمارات بمنأى عن أي محاسبة دولية جدية. فبينما كان الشيخ منصور يلمّع صورته عالميًا من خلال النجاحات الرياضية الباهرة لنادي مانشستر سيتي، كانت يده الأخرى تدير بهدوء علاقات مع أمراء حرب، مما أدى إلى تفاقم الأزمات الإنسانية.
وقد لخصت الدبلوماسية الأمريكية المخضرمة ستيفاني ويليامز، التي قادت بعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا، هذا النهج قائلة إن بعض القادة الخليجيين يشبهون أبطال رواية “غاتسبي العظيم”، مضيفة: “إنهم يأتون ويعيثون فسادًا بأموالهم ولامبالاتهم، ثم يتركون الآخرين ليتولوا تنظيف فوضاهم”.