أكثر من ثمانية أشهر على بداية حفتر مغامرته المحفوفة بكثير من المخاطر في محاولته للسيطرة على العاصمة طرابلس.

الصدمة الفاشلة

حفتر كان يلعب على بعض الصراعات التي أنتجها اتفاق الصخيرات بين القوى العسكرية المسيطرة على الغرب الليبي مع تفوق حفتر الجوي الذي يقدمه له حلفاؤه أو بالأصح أولياء نعمته في واشنطن و أتباعها فرنسا والسعودية والإمارات ومصر

مع المباغتة والغدر باتفاق أو الأصح مؤامرة أبوظبي التي حسب ماتسرب من معلومات بأن حفتر سيكون رئيسا للبلاد والسراج رئيسا للحكومة.

كل هذه الأوراق جعلت حفتر يشعر بالغرور والاستكبار في الأرض بغير الحق بأنه يستطيع السيطرة على طرابلس في ثمانية وأربعين ساعة حسب زعمه لكن أسر مائة وثمان وعشرين جنديا تابعين له في بوابة طرابلس الغربية كان الصفعة التي أيقظته من أحلامه التي زينها له حلفاؤه الدوليين والإقليميين.

هزيمة غريان المدوية والتهاون في ترهونة

وبعد استمرار المعارك لأكثر من شهرين بين كر و فر جاءت هزيمة حفتر في غريان وسيطرة قوات بركان الغضب على غرفة العمليات الرئيسية لتجعل من غرور حفتر يتحول لمنتهي الامتهان والاستكانة.

ورغم ترنح حفتر بعد هذه الهزيمة أبت حكومة الوفاق أن توجه الضربة القاضية لمليشيات حفتر بالسيطرة على ترهونة أو الجفرة أو طرد تلك المليشيات خارج قصر بن غشير بل تباطئت وماطلت لمدة شهرين كاملين استطاع فيها حفتر امتصاص هزيمة غريان والتحشيد من جديد في محاولات متجددة للسيطرة على العاصمة.

الجنجويد والفاغنر

شاء الله عز و جل أن يتزايد الحراك الثوري في السودان ويُعزلُ البشير الذي كان محايدا في الصراع الليبي وليظهر محمد حمدان دقلو “حميدتي”مع رفقائه العسكريين المواليين للسعودية والإمارات ليتصدروا المشهد السوداني و لتتصدر معهم سياسية جديدة تجاه القطر الليبي الشقيق حيث دفعت الإمارات والسعودية الفريق حميدتي للتدخل في ليبيا دعما للجنرال المترنح على أسوار طرابلس وأرسل حميدتي ألفا من قوات الدعم السريع”الجنجويد”حسب ما ذكرت عديد من التقارير الصحفية دعما للحليف الجديد حفتر.

و في ظل صمت المجتمع الدولي عن هذا التدخل وسع حفتر من دائرة الجنسيات المختلفة التي تقاتل معه في طرابلس وليستعين بشركة فاغنر الأمنية المعروفة بعملياتها القذرة خصوصا في سوريا وليبدأ حفتر بعد نجاحه في هذا التحشيد هجماته المتكررة على العاصمة.

كيلومتر واحد

رغم كل هذا التحشيد والدعم العسكري المفتوح من الإمارات والسعودية ومصر ومليشيات الجنجويد و فاغنر لم يستطع حفتر أن يتقدم سوى ما يقرب من كيلومتر واحد في محور الخلاطات واليرموك

اتفاق تركيا.. مرحلة الحسم تقترب

ومع طول مدة معركة طرابلس وتدخل روسيا دعما لحفتر بشكل مريب ومخيف لعدد من الدول الأوروبية تحركت حكومة الوفاق تجاه تركيا ولتعقد معها مذكرتي تفاهم ولتصنع توازنا حقيقيا في مشهد الصراع الليبي ربما سيجعل حفتر وحلفائه ينحسرون إلى قواعدهم شرق البلاد خاصة إذا ما تدخلت تركيا عسكريا بعد تفاهمات مع حليفها الروسي الذي لن يدخل في منزلق آخر بعد أن انحدر في الساحة السورية.

الكرة الآن في ملعب حكومة الوفاق هل تريد حسم المعركة فعلا وتستعين بتركيا وتسير على خطى الحكومة القطرية أم ستعطي حفتر مزيدا من الأمل في محاولته للسيطرة على العاصمة طرابلس.