بناء على ما يتعرض له الشعب الفلسطيني في غزة، من جرائم حرب، وتطهير عرقي، وبناء على وقائع وحوادث واستدلالات وشواهد من الماضي والحاضر، ونوايا معلنة، بناء على كل ذلك، نقول أنه لو لم تجمع الأقطار الإسلامية نفسها وتشكل قوة سياسية وإعلامية واقتصادية عالمية فسيأتي دور كل قطر بشكل أو بآخر، بل وقد يكون الأمر أسوأ مما حدث في غزة.

تدمير مقومات الحياة.. وليس الأنفاق.. تدمير المستشفيات.. البيوت.. المدارس.. الجامعات.. قتل الأطفال والنساء والضعفاء والشيوخ المدنيين العزل.. التهجير.. جرائم الحرب.. التطهير العرقي.. وكل ما يتعرض له البشر في غزة.. من سادية تخجل منها السادية.. كل ذلك.. لا علاقة له بحماس، ولا علاقة له بالأنفاق، هو مخطط قديم جاهز للتنفيذ منذ عقود لقتل فكرة حل الدولتين.

وقبل أن نواصل

• حرب الصهاينة الإعلامية ارتكزت على أن الحرب ضد اليهود.. فقط لأنهم يهود.. يدينون بالديانة اليهودية. وهذا ضخ إعلامي تواصل لأكثر من ثلث قرن لتضليل الرأي العام العالمي.

• ارتكزت أيضاً على أن اليهود هم الضحية.

• وأن الصراع بدأ يوم 7 أكتوبر – بالرغم من المذابح البشعة التي تعرض لها الفلسطينيون منذ 1948م أي منذ 76 سنة.

• ليس ذلك فحسب بل إن لسان حال المنطق السادي الصهيوني، يقول:

• إن “إسرائيل” من حقها أن تحتل أراضي شعوب أخرى، ثم من حقها أن تدافع عن الأراضي التي احتلتها أو بالأحرى سرقتها، لكن صاحب الأرض الأصلي الحقيقي، لا يحق له الدفاع عن أرضه ونفسه، لا يحق له تحرير أرضه، وإذا تجرأ وفعل ذلك، فسيسمى مخرباً وإرهابياً.

• ومن المنطق الأعوج أيضاً، والذي يدل على تناقض وتكبر وتجبر واستعلاء، منطق – يؤكده المشهد في غزة – يقول: أنه لا يمكنك ولا يجوز لك ولا يمكن أن تكون ضد السامية، ولكنك تستطيع أن تكون ضد الانسانية، فإذا كنت ضد السامية تُجرم، وإذا كنت ضد الإنسانية – كما يفعل الصهاينة – فإنك لا تُجرم.

• وبما أن الفلسطينيين ساميون والعرب ساميون، فمعنى ذلك أن “الإسرائيليين” ليسوا فقط ضد السامية والساميين، بل ويقمعونهم ويعتقلونهم ويعذبونهم ويقتلونهم. بينما من يكره السامية، مجرد كراهية وجدانية فرضية، لا يترتب عليها خطوات عملية.. فإنه يُجرم.

• ومن ناحية أخرى العالم الغربي (الحكومات وصناع القرار وأغلب الإعلام وليست الشعوب) يريدوننا أن نتعاطف مع الهولوكوست، أو المحرقة التي تعرض لها اليهود على أيدي النازية، وفي نفس الوقت يدعمون ويباركون ويقومون بنفس الجرائم ضد الإنسانية.

هذه العقلية، أي عقلية الصهاينة، هي عقلية العصور الوسطى، عقلية العصور المظلمة، عقلية العصر الحجري، عقلية ما قبل التاريخ، عقلية التخلف، عقلية التسلط، عقلية الاستبداد، عقلية العنجهية، عقلية التكبر، عقلية النظرة الدونية للشعوب الأخرى، الصهاينة يعتقدون أن دماءهم مقدسة، بينما دماء غيرهم ملوثة، وبالتالي يجب إزالتهم من على وجه الكوكب، هذا إذا نظروا إلينا أو اعتبرونا من البشر أصلا.

ومن جهة أخرى فقد طرحت أحداث غزة تساؤلات على مسرح الأحداث، منها:

• من يوجه بايدن.. أو أي رئيس أمريكي؟

· من يقدم له التقارير؟ هل يراجعها ويتقصى مصداقيتها؟

• لماذا صرح النتن في 7 أكتوبر أن حماس هي داعش الجديدة؟ ومن المعروف أن داعش تمارس قطع الرؤوس، فهل كان سبب نشر إشاعة الـ 40 طفلا، الذين يفترض أن حماس قامت بقطع رؤسهم تهيئة لما فعله الكيان بعد 7 أكتوبر؟ من قتل عشوائي للنساء والأطفال؟

• لماذا لم يحقق الرئيس بايدن في خبر قطع رؤؤس 40 طفلا؟

• أستغرب كيف يردد رئيس أكبر دولة في العالم، أخباراً بهذه الحساسية والخطورة، دون التأكد منها، أخبارا في منتهى الحساسية والخطورة لأن فيها تحريضا يؤجج مشاعر الحجر والشجر، ويبرر كافة الجرائم التي قامت بها العصابات الإرهابية الصهيونية فيما بعد، ما يدل على أن الإبادة الجماعية كان مخططا لها، وتنتظر انتشار تلك الإشاعة لتبرريها، وقد كان، فقد انتشرت الإشاعة سويعات قبل بداية جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي قام بها الصهاينة، تذكروا أن أول تصريح للنتن، هي أن حماس هي داعش الجديدة.

• فكيف لا يسأل رئيس أكبر وأقوى دولة عن المصدر؟، كيف لا يتأكد؟ كيف لا يتحقق؟

• هل مسموح حسب الدستور الأمريكي أن يصدر الرئيس قرارات بناء على توجهات شخصية للرئيس؟ كانتمائه لطائفة أو إيمانه بعقيدة لا ينتمي إليها الشعب الأمريكي في عمومه؟ ككونه صهيونياً مثلا، وقد صرح بذلك قائلا أن أبي قال لي ليس من الشرط أن تكون يهودياً لتصبح صهيونيا.

• هل يستطيع الرئيس لأنه صهيوني مثلاً أن يحقق مصالح الصهيونية حتى لو كان هناك احتمال أن تضر بمصالح أمريكا ولو على المدى البعيد. أي إستراتيجياً.

• كيف يُضحي البيت الأبيض أو صانع القرار في أمريكا بـ 57 دولة مسلمة، مقابل كيان محتل؟ كيان لم ير الاستقرار منذ 76 عاماً، كيان آيل للسقوط كغيره من قوى الاحتلال والاستعمار عبر التاريخ.

• هل هناك فعلا اختراق لصناع القرار الأمريكيين؟ والأوربييين؟ وما ثمن وآلية هذا الاختراق؟

· وهل سيحقق مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI، وأمن الوطن أو الأمن الداخلي

(Home land security Home)، والأمن القومي ((national security في هذا الأمر؟

• ثم ما هي المصالح الاقتصادية والسياسية التي تحققها حركة (مثل الحركة الصهيونية) ولا تستطيع 57 دولة إسلامية تحقيقها؟

· ثم ما فائدة المعاهدات والاتفاقيات مع المستعمر، اتفاق أوسلو عمره 24 سنة، ربع قرن، ولم يتحقق حل الدولتين حتى الآن، بل كان الأمر يزداد سوءاً، حروب، واقتحامات، ومذابح، وبناء مستوطنات، وهدم بيوت، واستيلاء على بيوت الفلسطينيين أصحاب الأرض، وقمع، وقتل، واعتقالات، وتنكيل، وسجون، وتعذيب.

بعض مما رأيناه وسمعناه وعاصرناه:

• سمعنا أول وأحقر سؤال تكرر ألف مرة ومرة في الفضائيات أثناء المقابلات، يقول السؤال الوقح: هل تستنكر ما فعلته حماس؟ وكأن الأمر بدأ يوم 7 أكتوبر، وليس منذ أكثر من ثلث قرن.

• الاتهام في هذه الحرب يجب أن يوجه لما تُسمى “إسرائيل”.. يوجه للمحتل.. يوجه لمن يدعمون المجازر.

• رأينا الرئيس بايدن ورؤساء أوروبا يعملون ويصرحون ويدعمون ويتحركون وكأنهم رؤساء “إسرائيل”.

• سمعنا بايدن يقول: أشك بعدد الموتى؟ يعني ليس 30 ألفا مثلا، لا أدري كم يجب أن يموت من البشر حتى تصبح الأحداث في نظر بايدن مجزرة أو كارثة أو تطهيرا عرقيا، فأي فرق يشكل العدد؟ بينما قتل إنسان واحد بريء يعتبر جريمة.

• عاصرنا التركيز على الرهائن وتهميش 8000 معتقل، بل اعتقال جثث موتى داخل السجون، سجون محشوة بالشباب والنساء والأطفال الفلسطينيين، وهكذا رأينا سارق الأراضي يسجن أصحاب الأرض، بعضهم مات في السجون، ولا أحد يهتم.

• سمعنا سيناتور أمريكية تقول: اليهود شعب مضطهد يُشرد، شعب في الشتات لمدة 5000 سنة، وهل يبرر ذلك قتل وتطهير وتشريد شعب آخر وسرقة أراضيه؟

• ثم السؤال الذي يفرض نفسه: لماذا يُشردون طوال 5000 عام ماذا فعلوا؟ لماذا التشريد؟ ما الذي فعلوه ويفعلونه حتى يطردوا من أكثر من دولة عبر العصور؟

• سمعنا أن النضال والجهاد والكفاح وتحرير الأوطان أصبح إرهاباً، فهل عمر المختار وجورج واشنطن وتشي جيفارا وهوشي منا إرهابيون؟

وهل المليون ونصف مليون شهيد جزائري إرهابيون؟

وهل المقاتلون والمناضلون والمقاومون والمكافحون والمجاهدون الذين حرروا أوطانهم من الاحتلال عبر التاريخ إرهابيون؟

• رأينا أن الكثير من الحكومات منحازة للشر والقتل والحروب، لكن شعوب العالم بما في ذلك شعوب العالم الغربي أثبتت أنها حية وأنها إنسانية.

• رأينا أن جهود سبعين عاماً من محاولات طمس القضية الفلسطينية، وتشويه الإسلام والمسلمين والعرب ضاعت هباء منثورا.

• رأينا أكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم، سمعنا هذه “الأكذوبة”، وتقول: أيها التاريخ .. أيها العالم.. أيها الناس “أنا أكذوبة تاريخية كبيرة”

• رأينا أن قادة الغرب أرجل ممن يسمون قادتنا.

• رأينا أن شعوب العالم أكثر حياة وشجاعة وحيوية من شعوبنا، بالرغم من تعاطف شعوبنا مع أبناء جلدتنا.

• رأينا من يدعون أنهم شيوخ وعلماء، رأيناهم يمارسون ما هو أسوأ مما مارسه عبدالله بن سلول شيخ المنافقين في المدينة.

• تعلمنا أن حكامنا ليسوا عملاء.. بل أسوأ.. فهم عبيد من الطراز الأول، هم شركاء في ذبح أبناء ديننا وجلدتنا.

• رأينا طفوليات وخزعبلات وتفاهات، وتببيض وجوه كالحة السواد، محاولات فاشلة وتصريحات كفحيح أفعى تظهر من أفئدة حكامنا الجبناء لتبييض وجوههم.

• ملك الأردن – مثلاً – زيارته لبايدن أثناء المجازر وإلقاء كلمة.. قال فيها.. الحل الوحيد.. هو حل الدولتين.. وكان يضع على وجهه.. تصنعاً.. الجدية والتجهم وعلامات الاحتجاج.. في تمثيلية مملة

سمجة، كان بايدن يبتسم. وقام والده بمسرحية مماثلة.. مع بوش الأب.. أثناء غزو العراق.. بل وتظاهر حسين في حرب 1967م أنه يشاركك في المعركة الجوية بطائرته.

• رأينا مواقف متناقضة، منها:

ألمانيا التي أبادت 75% تقريبا من الشعب الناميبي على اعتبار أنهم حالة وسطية بين الإنسان والحيوان لذلك لا بد من إبادتهم، الألمان الذين يدفعون حتى يومنا هذا ثمن المحرقة اليهودية.. ويفترض أنهم يريدون أن يخرجوها من ضمائرهم وذاكرتهم ويكفروا عن ذنوبهم، لكنهم ساهموا في مذبحة أخرى أو بتطهير عرقي آخر ضد الفلسطينيين هذه المرة، أتحدث عن صناع القرار.

الألمان اشتركوا في إبادة ضد الناميبيين وضد اليهود واليوم ضد الفلسطينيين.

أو اليابان انضمت هي الأخرى إلى فريق الموت، مع إنها ذاقت ويلات القنابل الذرية.

· رأينا أن المسافة بين الجندي الأمريكي النصراني، والذي ينتمي لدولة نصرانية، والذي حرق نفسه تعاطفاً مع قوم لا ينتمي لدينهم ولغتهم وتاريخهم وفي دولة، هذا المشهد يقابله مشهد عار مخجل ظهرت فيه سيدة مسلمة مُنعت من رفع علم فلسطين في دولة مسلمة، بل وسط الحرم الشريف، تعاطفاً مع قوم من دينها ولغتها وتاريخها، المسافة بين المشهدين، كالمسافة بين الأرض وأبعد كوكب عن الأرض.

· رأينا دولا يفترض أنها عربية أو إسلامية تمنع مجرد إدخال علم فلسطين، لملعب كرة قدم.

· رأينا دولة كمصر، يفترض أنها دولة قوية مسلمة عربية، يفترض أن جيشها “خير أجناد الله” رأيناها تقفل المعابر وتمنع إدخال الماء والطعام والدواء لفلذات أكباد المسلمين، أتحدث مرة أخرى عن نظام عبد للدولار.. قذر.. شريك في الجريمة وليس عن الشعب المصري.

· رأينا أن المسافة بين الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه وبين سلوك الجبناء الشركاء من أنظمتنا، هي المسافة بين التضحية والشجاعة والإنسانية من جانب الجندي الأمريكي، وبين التخاذل والجبن والعمالة والانبطاح من جانب طواغيت وجبناء العرب، ممن يسمون أنفسهم بولاة الأمر والرؤساء وأصحاب الجلالة والسمو والأمراء والملوك والقادة.

· رأينا تهاوي وانهيار بل ودفن شعارات فاشلة وهمية باطلة، مثل: العالم قرية واحدة، الدين الإبراهيمي، التطبيع، حقوق الإنسان، حماية المدنيين، المجتمع الدولي، مجلس الأمن، حقوق الإنسان، جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، خطاب كراهية، إرهاب، هيئة الأمم المتحدة، النظام العالمي، الإنسانية تجمعنا، حقوق الطفل، حقوق المرأة، وغيرها وغيرها.

· رأينا من يدعون أنهم علماء وشيوخ وفقهاء يوالون (من الولاء) أصحاب ملل ونحل وطوائف ومذاهب وديانات لا تنتمي إلى الإسلام والمسلمين، لكنهم يقرّعون ويلومون ويعادون أبناء الإسلام.

سمعنا وقرأنا مصطلحات يجب أن تتغير بل تدفن إلى الأبد وتمحى من ثقافتنا وأدبياتنا وعقولنا:

• إنها ليست “إسرائيل” إنها فلسطين.

• ليست تجمعا أو قرى “إسرائيلية” إنها أرض فلسطينية مغتصبة بنيت عليها مستوطنات يقطنها سراق الأرض.

• ليس صراعاً بين طرفين بل كفاح ضد محتل.

• ليست حربا بين “إسرائيل” وحماس، بل حرب بين نصف العالم والشعب الفلسطيني.

• ليس جيش الدفاع “الإسرائيلي” بل جيش الاحتلال الصهيوني.

• حماس منظمة تقاوم الاستعمار وليست منظمة إرهابية.

• ليس الشعب “الإسرائيلي” بل قوى الاحتلال.

• ليس محاولة طرد أو تهجير من غزة، بل تطهير عرقي.

• ما يفعله الصهاينة ليس دفاعا عن النفس، بل سادية وجرائم حرب.

• لا يوجد صقور وحمائم ومعتدلون ومتطرفون “إسرائليون” أو صهاينة، جميعهم دخلاء محتلون استعماريون وعصابات إرهاب واستيطان واحتلال.

• لا يوجد ما يسمى اشتباكات بين مدنيين فلسطينيين، وقوى “إسرائيلية”، بل قمع مقنن ومدعوم من سلطات وجيش الكيان.

فرصة أخيرة

• ما يحدث فرصة أخيرة للأمة الإسلامية لأن تُكون قوة إعلامية واقتصادية حتى يسمعها العالم، وحتى لا يتجرأ حقراء مثل الصهاينة، أن يفعلوا ما فعلوه في البشر من أهل غزة.

• نحتاج إلى تكتل يضم أغلب الأقطار الاسلامية.

• تكتل مستقل عن غيره من القوى العالمية الكبرى – غير تابع لأمريكا أو روسيا أو الصين أو الاتحاد الأوروبي وغيرهم.

• تكتل إعلامي واقتصادي وسياسي، على الأقل.

• نحتاج إلى دفاعات جوية متقدمة، نحتاج إلى تطوير الدفاعات الجوية وليس شراؤها، فالطيران عنصر دمر أكثر من دولة، وهو سبب هزائم ودمار أقطار كثيرة، لكننا لم نتعلم ولم نستعد ولم نتعظ.

• نحتاج إلى جسر علاقات طيبة مع شعوب العالم التي أثبتت فعلا أنها شعوب حية وأنها لا تتفق مع صناع القرار في بلدانها.

• نحتاج إلى أن نفرق بين الشعوب وحكوماتها، نفرق بين الشعوب وصناع القرار، شعوب الغرب وأمريكا اللاتينية وشعوب آسيا من غير المسلمين.

• أحداث غزة فرصة تاريخية للمثقفين والنخب والعلماء والمفكرين المسلمين والأقطار الإسلامية لأن يجدوا معادلة لجمع أمر المسلمين أو حركة عالمية بعيدا عن سيطرة ومراقبة وتحكم الأنظمة المستبدة.

• نحتاج إلى إخراج شعوبنا المكبلة بتبعية أنظمتنا المتخاذلة لدول أخرى.

• نحتاج إلى إخراج شعوبنا المسلمة من احتلال أنظمتنا لنا، فشعوبنا تحت احتلال أنظمتنا

• نحتاج إلى حركة عالمية تحمينا من الحركات العالمية (كالحركة الصهيونية).

• نحتاج إلى أن يشعر المسلم في هذا العالم أن له ظهر يحميه.

• نحتاج إلى أن نحدد كيفية استغلال وتوظيف هذا الزخم الإنساني الهائل الذي أظهرته شعوب العالم.

• نحتاج إلى أنظمة وقادة وولاة أمور يشترطون أن تبُنى العلاقات الاقتصادية والسياسيىة بين بلداننا وبين الدول الأخرى على احترام المسلم ودينه وقضاياه، كشرط لفتح السفارات أصلا.

• نحتاج إلى إستراتيجية تعاون مع شعوب ومؤسسات وأفراد دعمت قضية فلسطين من كتاب ومشاهير وساسة ورياضيين وفنانيين وصحفيين وإعلاميين وعسكريين في أنحاء العالم.

أما عن الاستنجاد بصناديد وأبطال وصقور العرب الملهمين من حكامنا وولاة أمورنا

ومنظماتنا وهيئاتنا العربية الرسمية، فنقول وبكل آسف:

· كيف نتوقع من ولي أمر فاسق رقاص يقتل ويسجن ويقمع شعبه أن يعطي أمراً بالقتال أو الجهاد أو النضال أو الكفاح.

· لماذا نتوقع موقفا ممن لا يجرؤ على أن يقف موقفاً رجولياً، فيقطع العلاقات مع الكيان، أو يستدعي سفير الصهاينة، بل يعجز حتى عن مجرد التصريح ضد “إسرائيل”؟

· كيف نتوقع ممن يقتل شعبه أن يحمي شعوبا أخرى؟

وللحديث بقية، بإذن الله، حيث سنتناول في جزء آخر الخطاب الإعلامي الغربي تجاه المقاومة، وعن شيوخ البلاط وموقفهم من المسلمين السنة، الذين يريدون تحرير الأقصى وتحرير وطنهم، وعن دور ولاة أمورنا شركاء الصهاينة، وحتى ذلك الوقت، أستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فتحي الفاضلي

طرابلس- 25-04-2024