خمسة أشهر مضت منذ بداية العدوان على طرابلس، شهدت الكثير من الأحداث العسكرية، والمواقف السياسية، وجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها ميليشيات حفتر، ملخص هذه الأحداث أن حفتر وداعميه فشلوا فشلا ذريعا في محاولتهم للسيطرة على العاصمة والمنطقة الغربية.

 

المشهد العسكري:

شهدت محاور القتال جنوب العاصمة الكثير من الأحداث، كانت بدايته يوم 04-04 والذي دخلت فيه قوات حفتر مدينة غريان وعدة مناطق جنوب العاصمة.

أبرز هذه الأحداث ما شهدته مدينة غريان، فبعدما دخلتها ميليشيات حفتر أوائل شهر أبريل، شنت قوات بركان الغضب هجوما مباغتا أواخر شهر يونيو، سيطرت فيه على مدينة غريان في أقل من 6 ساعات، قُتل وأُسر فيه العشرات من ميليشيات حفتر، وغنمت قوات بركان الغضب غرفة عمليات حفتر بأجهزتها ومعداتها.

حفتر وحلفاؤه خسروا أكبر معاقلهم جنوب طرابلس، نظرا لموقع غريان الإستراتيجي، مما أجبرهم على محاولة السيطرة عليها مرة أخرى أواخر أغسطس، إلا أنهم تلقوا صفعة أخرى، وأُسر قائد العملية.

أما باقي المحاور فلم تشهد تطورات كبيرة عدا استرجاع قوات بركان الغضب لبعض المواقع في محوري مطار طرابلس والسبيعة، وفتح محاور جديدية بالقرب من ترهونة.

الوضع الإنساني:

من المعروف أن ميليشيات حفتر أينما توجهت خلفت أزمات إنسانية وجرائم حرب، أكثرمن 1500 قتيل وقرابة 6 آلاف جريح وأكثر من 130 ألف نازح من مناطق جنوب طرابلس، ودمار المئات من المنازل والمباني.

أبرز الجرائم التي ارتكبتها ميليشيات الكرامة هي استهداف مركز إيواء المهاجرين والذي راح ضحيته أكثر من 70 قتيلا وعشرات الجرحى.

ونتيجة لفشله العسكري؛ لجأ مجرم الحرب حفتر إلى التضييق على سكان العاصمة، فكثف من استهدافه لمطار امعيتيقة إلى أن أغلق، وحرك ميليشياته في الجنوب لقطع المياه عن العاصمة أكثر من ثلاث مرات، واستهدف محطات الكهرباء مما تسبب في تفاقم الأزمة، ناهيك عن القذائف العشوائية التي تسقط على الأحياء السكنية بين الحين والآخر.

التحركات السياسية:

الموقف الدولي من العدوان تقلب في مراحل عدة، في بداية العدوان التزمت القوى الدولية الصمت، عدا بعض البيانات التي عبرت فيها بعض الدول عن قلقها في انتظار التطورات العسكرية، لكن بعد فشل الاقتحام وخسارة حفتر لمدينة غريان، خرجت البيانات، وأقيمت القمم والاجتماعات، والتي دعت إلى وقف إطلاق النار والعودة إلى المسار السياسي، دون تجريم أو إدانة لمجرم الحرب حفتر وداعميه.

أما على المستوى المحلي فضعف أداء حكومة الوفاق -عدا بعض الوزارات- في إدارة الأزمة ظاهر للعيان، ويرجع هذا لضعف بعض الوزراء أو تواطؤهم مع معسكر الكرامة، وأداء الحكومة لا يتناسب مع تضحيات قوات بركان الغضب، ويرى محللون ونقّاد من ضرورة التغيير في بعض الوزارات لتحسين أداء الحكومة وإدارتها للأزمة.

مشاركة