إن الاحتجاج بالتزكية ليست حُجَّة، ولا يصلح بها الاحتجاج على صواب كلام المُزكى!!

إذ إن التزكية لا تعني عصمة المُزَكى إلاَّ في دين الشيعة الشنيعة!!

والمُزكي نفسُه غير معصوم فكيف له أن يعصم غيره!!

ولو تأملنا في القرآن والسُنَّة لوجدنا الشارع الحكيم يذم المدح ويأمر بحث التراب في وجوه المدَّاحين، لأن الغالب عليه سيأتي بنتائج عكسية دنيا وأخرى!!

ثم إن المُزكي ليس مسؤولاً عما سيُحدثه المُزَكَى من انحرافات وفتن وضلالات بعد تلكم التزكية، ثم إن المُزكِي قد زكى الشخص بناءً على ما مضى!!

لا على ما سيكون الحال في المُستقبل!!

وهذا مقطوع به عقلاً! وقد يكون المُزكِي زكى الشخص بناءً على ما ظهر منه في الجملة ولم يطِّلع على انحرافاته وأخطائه التي قد تُوجد في مواطن للمُزَكَى!!

عندئذٍ لا يصح تصويب الضلالات التي وجدت عند المزكى أو إحداثه للفتن والهرج بتلك التزكية!!

وإلاّ فلا يُعقل للعالم الذي يخاف الله أن يُبارك ضلالات المُزَكَى وفتنه ويزكيه ويُثني عليه لو اطلع على ضلاله وإلاّ فيكون مشاركاً له في الفتن والضلالات وهذا لا نظنّه من عالم يخاف الله ويتقيه.

نهاية ابن ملجم مع الخوارج يُقاتل معهم


وإن مما يُبيِّنُ براءة المُزكي مما قد يُحدثه المُزَكَى من ضلالات وانحرافات وفتن تلكم التزكية التي زكاها عمر بن الخطاب رضي الله عنه لعبد الرحمن بن ملجم! وكانت نهاية ابن ملجم مع الخوارج يُقاتل معهم! بل هو من قتل عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه!! ولم تنفعه -فضلاً على أن تعصمه-تزكية عمر من الانحراف والضلال؟!!
وإذا كانت تزكية عمر -ومن هو عمر رضي الله عنه-فكيف بتزكية من هو دونه؟!!
بل كيف بتزكية أُناس في القرن الخامس عشر هجرياً؟!!
فنخلص إلى أن الفرح بالتزكيات والاحتجاج بها على الخصوم عند التدليل لهو أوهى من بيت العنكبوت عند العقلاء والعلماء !!

العجيلي العجيلي

مشاركة