اختبأت مجموعة من الطالبات في حمامات كلية العلوم بجامعة طرابلس هرباً من عصابات تتبع النظام العسكري اقتحمت الحرم الجامعي وانهالت بالضرب العشوائي على الطلبة (أبناء وبنات).
وعُذّبت إحدى طالبات كلية الاقتصاد بجامعة بنغازي عذاباً شديداً إلى أن انتزعت أظافرها، وضُربت طالبة أخرى حتى اختفت معالم وجهها وقد غطته الكدمات، وسُجن طلبة لعقود وعقود، وفُصل غيرهم، وعُذّب آخرون إلى أن ماتوا تحت التعذيب.
ونُصبت المشانق في الحرم الجامعي في بنغازي وطرابلس، وتدلت منها جثث فلذات أكبادنا من الطلبة، ولم ينج أعضاء هيئة التدريس من ظلم وغبن وعنف وتسلط النظام العسكري.
لقد تحوّلت ساحات وردهات وقاعات ومعامل جامعتي طرابلس وبنغازي إلى ساحات إرهاب وقتل وإعدام وتعذيب، في نقلة نوعية معاصرة في مجال التربية والتعليم. ففي الوقت الذي كانت فيه أغلب دول العالم تتنافس على الاكتشافات العلمية على الأرض، وجوف الأرض، وأعماق أعماق البحار والمحيطات، وأعماق أعماق الفضاء، وتتباهى فيما بينها، بأبحاثها ودراستها واكتشافاتها في شتى مجالات العلم والعلوم والحياة، من طب وهندسة وزراعة وتربية وتعليم وعلوم طبيعية وإنسانية، في الوقت الذي كانت فيه مختلف الأمم تتنافس على ذلك، وتتباهى بذلك، كانت جثث الطلبة في ليبيا تتأرجح في قلب الحرم الجامعي على أعواد المشانق التي نُصبت قاب قوسين أو أدنى من مباني المكتبات، وقاب قوسين أو أدنى من مختبرات ومعامل الكيمياء والهندسة والفيزياء والجيولوجيا والحاسوب واللغات، وكافة العلوم والتخصصات.
كتابي هذا: “السابع من أبريل: كارثة وطنية على العلم والطلاب والتعليم”
يتحدث عن دوافع وحقائق ووقائع وأحداث وتفاصيل وضحايا الصراع الدموي الذي دار بين النظام العسكري والحركة الطلابية في ليبيا، الصراع الذي كان حرم جامعتي طرابلس وبنغازي مسرحاً له، الصراع الذي اندلع بين العلم والجهل، الصراع الذي اندلع بين فئة تحمل الفكر والدفاتر والكتب والأقلام، وفئة بلطجية تحمل الحجارة والسلاسل وقضبان الحديد والعصيّ، الصراع الذي اتّخذ النظام العسكري من يوم “السابع من أبريل” شعاراً ورمزاً وراية له.
جاء الكتاب سبعة عشر فصلاً في (297 صفحة)، عمل بدأ منذ قرابة ثلاث سنوات.
كتاب يروي حقيقة وقائع وأحداث وملابسات وصدامات ومواجهات الحركة الطلابية، بل القطاع التعليمي أثناء ما سمّي بالسابع من أبريل.
شهود عيان بما في ذلك العبد الفقير لله عندما كنت طالباً بكلية العلوم – جامعة طرابلس،
توثيق تاريخي بأدقّ التفاصيل.
قوائم لأسماء أكثر من 300 طالب وطالبة من جامعتي طرابلس وبنغازي، من ضحايا السابع من أبريل.
قائمة بأسماء المسؤولين في الدولة المتورطين في قمع وتعذيب وقتل الطلبة مباشرة وغير مباشرة.
قائمة بأسماء شهداء الحركة الطلابية من 1964 إلى فترة التسعينات.
نماذج من الضحايا من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي طرابلس وبنغازي.
نماذج أخرى من أكاديميين ليبيين ضحايا تحطيم ومحاربة واستهداف العلم والتعليم.
تداعيات جرائم السابع من أبريل على العلم والطلاب والمجتمع والوطن والتعليم.
نماذج سادية بشعة من مشاهد تعذيب لطلاب (أبناء وبنات) بلا رحمة ولا هوادة ولا شفقة.
مشاهد ووقائع وحيثيات وتواريخ وأحداث شنق طلابنا في الحرم الجامعي ببنغازي وطرابلس.
عبر ووقائع وصور ووثائق.
الإهداء…
إلى الحركة الطلابية الليبية… الشهداء منها والأحياء.
إلى الطلبة الذين شاهدوا زملاءهم يتأرجحون على أعواد المشانق وسط الحرم الجامعي.
إلى الطلبة الذين اعتقلوا وظُلموا وأُهينوا وعُذبوا وطُردوا من مقاعدهم الدراسية.
إلى جميع الطلبة، بنات وأبناء، وكافة أعضاء هيئة التدريس، والمعلمين والمعلمات ممن عاصروا وقائع السابع من أبريل.
إلى أعضاء هيئة التدريس والمعلمين ومديري المدارس والإداريين وأولياء الأمور ممن تابعوا مراحل تحطيم العلم والتعليم خطوة بخطوة، ويوماً بيوم، وقلوبهم تتمزق حزناً وحسرةً وأسى.
إلى دفعتي الكريمة بكلية العلوم- جامعة طرابلس، وإلى من عاصرتهم من طلبة الكليات الأخرى في ذلك الوقت.
إلى الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والمعلمين بمدارس ومعاهد وجامعات ليبيا الذين لم يعاصروا كارثة السابع من أبريل.
إلى قادة وأعضاء اتحادات الطلبة الحاليين في الجامعات والمعاهد والمدارس الليبية.
إلى الوطن: أهدي هذا العمل المتواضع:
كتابنا “السابع من أبريل: كارثة وطنية على العلم والطلاب والتعليم”
الفهرس
مدخل.
المقدمة.
الفصل الأول: الحركة الطلابية: في البدء كان النضال.
الفصل الثاني: التغلغل ومحاولة الاحتواء.
الفصل الثالث: الفوضى العارمة الشاملة.
الفصل الرابع: العسكرة والاقتحام الأول.
الفصل الخامس: الاتحاد الاشتراكي والاقتحام الثاني.
الفصل السادس: الاقتحام الثالث: اليوم الأكثر دموية.
الفصل السابع: تشريع الإرهاب: الطرد والانتقام والقتل.
الفصل الثامن: شهادات حول وقائع الحقد الأسود (1).
الفصل التاسع: المزيد من القمع والطرد.
الفصل العاشر: ولوغُ القوم في الدّم.
الفصل الحادي عشر: شهادات حول وقائع الحقد الأسود (2).
الفصل الثاني عشر: الحركة الطلابية تواصل نضالها من الخارج.
الفصل الثالث عشر: قوائم… و. قوائم.
الفصل الرابع عشر: ضحايا أكاديميون من خارج إطار السابع من أبريل.
الفصل الخامس عشر: تداعيات الأحداث السابقة.
الفصل السادس عشر: ثورة السابع عشر من فبراير وضحايا السابع من أبريل.
الفصل السابع عشر: ملخص وخلاصة.
المراجع.
الملاحق.

مع كامل تقديري واحترامي – د. فتحي الفاضلي

مشاركة