اعذرني شيخنا الكريم فمهما بلغ علمك، أو صيتك، أو مظهرك، أو لباسك، أو طول لحيتك، أو طول وضخامة مسواكك، أو حجم العلامة على جبهتك، لن أقبل منك فتوى واحدة، حتى في صغائر الأمور.
لن أقبل منك أي شيء حتى أسمعك تقارع الظلم والظالمين، وتدعو للشهداء قبل أن تدعو لأولياء الأمور.
لن ينفعني علمك، ولن أنقل عنك شيئا، ولن آخذ منك شيئا، حتى تصدع بكلمة حق في وجه سلطان جائر، وحتى تتحدث عن حرمة الدماء وتستنكر القمع والظلم وقتل الأسرى وتعذيبهم والتمثيل بالجثث.
لن أعتبرك شيخا حتى تستنكر دمار البلاد والعباد وتهجير البشر واقتحام محارم الله وبيوت المؤمنين.
سأعتبرك عالة حتى تنصر الضعفاء والأرامل واليتامى والمساكين قبل أن تنصر الحُكام الظالمين، لن أسميك شيخا وعالما ومصلحا وداعية حتى تثبت أنك تستحق ذلك قولا وعملا، وقبل أن تفعل كل ذلك لن أدعك تجرني إلى صغائر الأمور وفروع الفروع وتوافه التوافه، فالرجال مواقف، والدعاة مواقف، والعلماء مواقف.
والله من وراء القصد.
د. فتحي الفاضلي
طرابلس- 9-11-2019م

مشاركة