في لقاء له مع جمع من أعيان القبائل بمدينة أجدابيا، عقيلة صالح يذكر الحضور بأهمية وجوده سياسيا، وضرورة حضوره في كل محفل من شأنه مصير ليبيا.
هذه الإنجازات التي صرف عقيلة عليها المليارات من خزانة الليبيين يرى مراقبون أنها كانت سببا في دمار مدن الشرق الليبي وهذا الجيش هو نفسه الذي وصفه أحد قادته سابقا “فرج البرعصي” بأنه فتات
استهلّ عقيلة حديثه بحجج تثبت حكمته السياسية، وأوضح أنه كان السبب الرئيس في وجود من أسماه قائد الجيش، حيث أوضح أنه كان ضابطا متقاعدا فأعاده للخدمة ودعمه، في إشارة له أن حفتر ما كان شيئا لولاه. أضاف عقيلة أن قانون مكافحة الإرهاب لم يكن مولودا فأصدره مجلسه قبل حتى أن يصدر من أمريكا، وقانون زيادة المرتبات الشهرية للـ “جيش” كان تحت رعايته ليزيد سواد المنتسبين لقوات حفتر، وأيضا شكّل لجنة أزمة بقيادته، صرف فيها “المليارات” ليُبنى الجيش، الجدير بالذكر أن هذه الإنجازات التي صرف عقيلة عليها المليارات من خزانة الليبيين يرى مراقبون أنها كانت سببا في دمار مدن الشرق الليبي، وفي المقابل لم ينشأ عنها الجيش المطلوب، بل ما نتج عنها مليشيات القتل والدمار، التي نفذت عدة جرائم والتي أبرزها مجزرة الأبيار، ونتج عنه نظام دكتاتوري كتم الأفواه وهجر الأبرياء، هذا الجيش هو نفسه الذي وصفه أحد قادته سابقا “فرج البرعصي” بأنه ليس جيشا وإنما فتات من جيش.
سخرت ملايين الدولارات من أجل الهيمنة على الرأي العام الداخلي وتحشيده لصالحها، حتى صارت أحد أهم الأطراف التي تدير الشأن السياسي في ليبيا
وأضاف عقيلة صالح لإنجازاته التي استعرضها للحضور ارتهانه لدولة الإمارات، التي مدحها وحيا “أبناء الشيخ زايد”، وأن محمد بن زايد عرض عليه “الدعم تحت الطاولة” ثم ” وفّى وكفّى” حسب وصفه، وسط تصفيق من الحضور، ولكن وضح عقيلة أنه رفض الدعم غير المباشر، وأبدى استعداده لتلقي الدعم المباشر، والذي حاول الإعلام المناصر لمجلس النواب إخفاءه دون جدوى، حيث كشف التقرير السنوي للجنة العقوبات الدولية الخاصة بليبيا عن خرق دولة الإمارات وبصورة متكررة نظام العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا، من خلال تجاوز حظر التسليح المفروض عليها. ولم يقتصر دور الإمارات على توريد الأسلحة، فقد تم إلقاء القبض على جندي إماراتي في ليبيا يدعى “يوسف مبارك” واتهم بالتجسس، وسخرت ملايين الدولارات من أجل الهيمنة على الرأي العام الداخلي وتحشيده لصالحها، حتى صارت الإمارات أحد أهم الأطراف التي تدير الشأن السياسي في ليبيا، وكل ذلك يحسب لإنجازات عقيلة صالح.
بسبب هذا الفتات تدخل المصريين فانتهكوا سيادة ليبيا وقصفوا أراضيها، وسلبوا ثرواتها
ثم نبه عقيلة صالح أيضا ارتهانه لمصر السيسي، وطلب منه مد يد العون، فقال له السيسي ” الليبيين على راسي من فوق”، وأردف عقيلة ” أنهم لم يقصروا بدعمهم”، هذا الدعم الذي يراه عقيلة بدون مقابل، يراه مراقبون سببا رئيسا في تقطيع النسيج الاجتماعي الليبي، وأن بسبب هذا الفتات تدخل المصريين فانتهكوا سيادة ليبيا وقصفوا أراضيها، وسلبوا ثرواتها، فقد ظهر من أسماه عقيلة ب”قائد الجيش” على قناة عربية يوضح للجميع أنه مع أمر مصر ولو كان ضد مصلحة ليبيا، وخرج زياد دغيم وهو عضو في مجلس النواب المنحل على فضائية مصرية يخبر المصريين أن على الليبيين –واجبا- أن يعطوا النفط للجارة مصر “مجانا“.
https://youtu.be/N6QA-LIJrCI
ويتساءل محللون عن موقف الإعلام الذي يدندن مستنكرا ما يسمونه بالتدخل القطري ولم ينبس ببنت شفة عن التدخل الإماراتي والمصري، عن موقفه بعد تصريحات عقيلة صالح بالتدخل المباشر لمصر والإمارات في الشأن السياسي الليبي.
لقد قدم عقيلة نفسه على أنه اللاعب الرئيسي في المشهد، وهاجم الشخصيات والأجسام السياسية فبدأ ببعض النواب الذين وصف أحدهم بالكذاب، ثم باتفاق الصخيرات الذي يُعد هو جزءا منه حيث وصفه بالجسم غير الشرعي وأنه لا يعترف بهم “هذوما لا نعترف بيهم” وأن السراج شخص لا يصلح لهذا المنصب، فيما يرى مراقبون أن عقيلة يحاول إنتاج نفسه من جديد لدول كانت راعية لمشروع الكرامة ويجدد ثقة الناس الذي عكفوا عنه إلى “قائد الجيش” في الآونة الأخيرة.
وبين تخبطات عقيلة ومطامعه السياسية يتخبط الشعب الليبي وراء غلاء الأسعار وهبوط الدينار الليبي أمام العملات الأجنبية وسوء المعيشة الخدمية وانفلات الوضع الأمني الذي يراه مراقبون ناتج عن قرارات مجلس النواب الذي يرأسه “المستشار” عقيلة صالح.