عجوز متقدمة في عمرها تسقط على رأسها قطع معدنية، تصيبها إصابة بليغة، شيخ طاعن في السن يصاب كتفه ليصرخ عاجزا أنقذوني، فتاة صغيرة تهوي من مكانها في اللعبة إلى الأرض على رأسها ليُشجّ.

هكذا كان المشهد عنيفا، مؤلما لكل شهوده ومن سمع عنه، ورغم ذلك مرّ مرورا عاديا على المسؤولين عنه ! فهل أتاهم حديث المنتزه !
في أعراف كل الدول، أن مثل هذه الملاهي الخطيرة يسمح باستمرارها تحت عناية تامة ومتابعة متكررة ! في حين لم يلق منتزه بنغازي هذه الرعاية أو العناية، ليتحمل المسؤولون عن استمرار هذه الملاهي المسؤولية التامة أمام ضحايا الحادث. ولكن أين القانون، في رقعة تسيطر عليها مليشيات الظلام التي تحاكم الأبرياء وتتوج القتلة.

ذهب فريق من المتابعين إلى تأويل أبعد مما ظهر على شاشات الإعلام، وتساءلوا ماذا لو كان الحادث مفتعلا ؟
انتشرت قبل أيام من الحادثة أخبار تفيد بتقسيم المنتزه إلى أجزاء يستغلها مستثمرون، مما أثار غضبا شعبيا بالمدينة، وبدأ ناشطون في الدعوة إلى مظاهرة ضد هذه القرارات ..

مما أوجب على بلدية بنغازي أن تخرج ببيان تسكت به الجموع الغاضبة، وتعدهم كما يفعل غيرهم بوعود يحبون سماعها، فنفت ما يشاع حول التقسيم واعتبرت هذا الأمر مرفوضا ..

ولم يمر يومان من هذا النفي حتى كان حادث خروج إحدى الألعاب عن مسارها مخلفا مشهدا مأساويا، ومخلفا تساؤلات عدة حول الحادث أكان بريئا وخروجا حادثا، أم أمرا دبر بليل، فحديث المنتزه سيكون سببا في نكوص الكثير من المدافعين عن استمراره، بل وسببا مقنعا لتعطيله إلى حين تقسيمه.

ويرى مراقبون أن من سكت عن قصف أطفال قنفودة ليزيد نفوذ المشير، سيسكت عن دماء أطفال أبرياء مقابل حفنة من الدولارات أو قطعة من الأرض ولا سيما في موقع المنتزه الاستراتيجي.

 

فهل سيفتح ملف لمثل هذه القضية أم أنها ستكتفي كغيرها ببعض البيانات التي تعرب عن أسفها وقلقها دون أي واقع يصدق هذا القلق؟

مشاركة