ذكرى أليمة تؤرق المضاجع وترهق الأذهان، وتعيد تقليب صفحات ظن كاتبوها أنها ذهبت في طي النسيان، ولكن متى كانت الحقيقة تخفى مدى الأزمان، يصادف اليوم -السادس من أكتوبر- ذكرى اختطاف الشيخ الشهيد نادر العمراني تقبله الله، لتشتعل منصات التواصل الاجتماعي من جديد، مطالبة المسؤولين بالالتفات لهذه القضية المُغيّبة، وليعلم الجميع أن الذاكرة لا تزال صحوة.

“تشتعل منصات التواصل الاجتماعي من جديد، مطالبة المسؤولين بالالتفات لهذه القضية المُغيّبة، وليعلم الجميع أن الذاكرة لا تزال صحوة”

نادر العمراني مسيرة علم وعطاء:

ولد الشيخ نادر السنوسي العمراني عام 1972 في العاصمة طرابلس. – تحصل على شهادة الليسانس من كلية الحديث الشريف وعلومه عام 1997 بتقدير عام ممتاز.

-ثم تحصل على دبلوم الدراسات العليا في الحديث الشريف وعلومه من قسم علوم الحديث بكلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 1998 بتقدير عام ممتاز.

-ثم نال شهادة الماجستير في الحديث وعلومه من قسم علوم الحديث بكلية الحديث في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة عام 2002 بتقدير ممتاز.

– وفي عام 2010 تحصل الشيخ العمراني على شهادة الدكتوراه من قسم الدراسات الإسلامية بجامعة طرابلس.

كان الشيخ العمراني مشاركا في عدة هيئات شرعية، حيث تقلد فيها مجموعة من المناصب، منها:

-عضو مجلس البحوث والدراسات الشرعية بدار الإفتاء الليبية.

-الأمين العام لهيئة علماء ليبيا.

-نائب رئيس رابطة علماء المغرب العربي.

-نائب رئيس لجنة مراجعة القوانين والتشريعات وتعديلها بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية المشكلة من المؤتمر الوطني العام الليبي عام 2015.

-عضو هيئة الرقابة الشرعية المركزية بمصرف ليبيا المركزي عام 2013.

-عضو رابطة علماء المسلمين.

-مدير إدارة فرع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بطرابلس عام 2012.

-عضو هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية.

-نائب رئيس لجنة مراجعة القوانين والتشريعات وتعديلها بما يتوافق مع أحكام الشريعة الإسلامية المشكلة من المؤتمر الوطني العام الليبي عام 2015.

-عضو هيئة الرقابة الشرعية المركزية بمصرف ليبيا المركزي عام 2013.

 

لماذا الشيخ؟ ومن الجناة؟

لما كان الشيخ بهذا المقام، وحين رأى مخالفوه علوّ قدمه في العلوم الشرعية، أغاظهم أيما إغاظة، كيف وقد تحصل على أعلى الدرجات من الجامعات السعودية التي يدين لها المداخلة بالولاء التام، وتحصل في مقرر الجرح والتعديل الذي ينسبون أنفسهم له على نسبة 100%.

لم يُخفِ المداخلة عداءهم للشيخ نادر رحمه الله، وهم الذين يصفون كل من خالفهم بالخوارج، ويحرضون على قتله والتخلص منه، ولقد عُرف تيارهم بأنه لا يواجه الأفكار إلا بالقتل والعنف، فدخلوا أفواجا تحت صفوف مجرم الحرب حفتر، الذي استعملهم أداةً لإبادة خصومه، فكانوا كما يحب وأكثر، لقد أثبتت اعترافات أحد المشاركين في خطف وقتل الشيخ نادر أن القتل كان بأيد مدخلية، لم يرعوا شيبته، وقدسية علمه.

كان من ضمن المتهمين المدعو “أحمد الصافي” أحد تلاميذ “محمد سعيد رسلان المصري”، والذي سارع بدوره للخروج في فيديو مصور يبكي فيه على مقتل الشيخ نادر ويتبرأ من القتلة، رغم تحريضه الدائم على قتل من يصفهم بالخوارج، وأتباعه يصفون الشيخ نادرا بهذه التهمة!

أجلسوه على أعتاب حفرة حفروها له، عاتبوه على تعليم الناس الحق، وأنكروا اجتهاده في تأدية واجبه، وما كان من الشيخ إلا أن يجيب ” أنا اللي قريته ننقل فيه للناس”، “أشهد ألا إله إلا الله

“أنا اللي قريته ننقل فيه للناس”:

سيارات معتمة، ووجوه ملثمة، لم يرقبوا في مؤمن إلا ولا ذمة، تنتظر خروج الشيخ آمنا من بيته، لصلاة الفجر ذاهبا إلى مسجده، ترغمه على الصعود، وتقوده إلى جهة غير معلومة، وإلى أجل معلوم، كان قد اختاره لهم إخوانهم الذين يمدونهم في الغي، ثم لا يقصرون.

لم تمر ثلاثة أيام حتى جاءت الأوامر بأن اقتلوا الشيخ، فأجلسوه على أعتاب حفرة حفروها له، عاتبوه على تعليم الناس الحق، وأنكروا اجتهاده في تأدية واجبه، وما كان من الشيخ إلا أن يجيب ” أنا اللي قريته ننقل فيه للناس”، “أشهد ألا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله”، “أشهد ألا إله إلا الله”، “أشهد ألا إله إلا الله.

المسؤولون والصمت المريب:

جريمة الاختطاف ثم الغدر بالشيخ نادر رحمه الله رغم وضوحها، وظهور معالمها، وأسر أحد منفذيها، وبالرغم من أنها قضية رأي عام، تكلم فيها الكثير، وأحدثت ضجة في ليبيا، حيث كانت ضربة لأحد أعلامها، حتى انتشرت في أواسط العالم العربي والإسلامي أجمع، إلا أنها أخطأت آذان مكتب النائب العام، فلم يكلف نفسه ولا غيره عناء البحث عنها، وما أمر الوحدات الشرطية والأمنية أن يتتبعوا آثارها، بل خيم الصمت على قرارات مكتب النائب العام، مخلفا تساؤلات شتى حول هذا الصمت.

فمتى تجد هذه القضية المغيبة آذانا مصغية عند من يسيطرون على المشهد الليبي !