محرقة لا تُبقي ولا تَذر… مقال للدكتور فتحي الفاضلي
1412
معركتنا الحقيقية الآن ليست معركة إخوان ومداخلة وشيعة وسنة وشراقة وغرابة وأمازيغ وإسلاميين وليبراليين وعلمانيين وإرهاب وأيديولجيات، وإدريس ومعمر وعقود وأموال ودولارات وبيوع ونفوذ داخلي ومناصب وكراسي وشرعية وغير شرعية وهجرة غير قانونية وقبلية وأقاليم وبرقة وطرابلس وفزان.
هذه معارك انتماء اجتماعي ومناطقي ومعارك فكر ورؤى وأيديولوجيات ومصالح وآراء، وقد لا تنتهي هذه المعارك حتى تستزف جميع قوانا، دون أن نبني طوبة واحدة، وربما حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه معارك بعضها صنعناها بأيدينا وبعضها دفعنا إليها وبكل خبث دوائر استخباراتية وإعلامية ومنظمات عدة بتشجيع من أنظمة فاسدة مفسدة إقليمية وعالمية. وهي من جهة أخرى ليست معارك الوطن بأكمله، هي معارك أنظمة وأحزاب وأفراد، الكل يحارب ضد من يعتقد أنه يهدد مصالحه ونفوذه وملكه وعرشه وسيطرته، الكل يغني على ليلاه، فيرفع لواء معركته الخاصة. نحن يجب أن نغني على وطننا، لا على عروش ونفوذ ومصالح الآخرين.
تركونا نتصارع ونتقاتل ونتناحر حول هذه المعارك والتهوا بينهم بالمعارك الحقيقية: النفوذ والسيطرة على بلادنا، إيجاد قواعد ومواني عسكرية ومواطئ قدم دائمة لهم في بلادنا، امتصاص ثرواتنا، ترسيخ أنظمة موالية لهم، التنافس على إعادة الإعمار بعد الدمار، السيطرة على شواطئنا لتأمين أمنهم القومي أو لتهديد بعضهم البعض، استخدام ليبيا كبوابة للسيطرة أو الصراع على أفريقيا، وغير ذلك من معارك لا علاقة لها بليبيا والليبيين.
أما نحن فأبناؤنا محرقة في الحرب على الإرهاب، لتأمين الأمن القومي للمجتمع الدولي، وحراسة مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، وإعادة المهاجرين من وسط البحار حتى لا يزعجوا الأوروبيين، وما صاحب كل ذلك من تبعات سلبية أضرت بليبيا والليبيين وبسمعتهم في العالم كمجرمين وعنصريين وتجار بشر ورق واغتصاب وغيرها من تهم تحرك الحجر والحديد والصخر، بالإضافة إلى حرق بعضنا البعض في المعارك المذكورة أعلاه.
معركتنا الحقيقية هي معركة بناء وطن يسع الجميع، الاهتمام ببلادنا، بناء منظومة اقتصادية قوية ترفع مستوى المعيشة لكل صغير وكبير في بلادنا، إقامة علاقات قوية متينة مع المجتمع الدولي مستندة على المصالح المشروعة في جميع المجالات.
معركتنا معركة الرقي بالصحة والعدل والتعليم والاقتصاد بالذات، وغيرها من المجالات، وبناء أجهزة أمنية تحافظ على المواطن والوطن، ولا تقمع المواطن باسم الحفاظ على الأمن والوطن، وبناء جيش حقيقي يحافظ ويدافع على الوطن والمواطن ولا يكون عصا في أيدي النظام ضد الشعب.
معركتنا معركة تحرير مجتمعنا من الأمراض النتة التي نعاني منها: القبلية والجهوية والعصبية والعرقية. معركة الوعي، بل قبلها معركة إعادة القيم لمجتمع انتزعت منه القيم.
معركتنا هي تأمين الشراكة مع المجتمع الدولي في جميع القضايا التي تجعل من العالم أكثر أمنا وسلاما وأمانا واستقرارا.
وأخيرا معركتنا أن نرتقي بالمواطن في ليبيا إلى أن يصبح أثمن عنصر في الدولة واعتبار سيادة الدولة لا تتأتى إلا باعتباره الأهم والأرقى والأثمن.
هذه هي معاركنا الحقيقية. أما غيرها من المعارك فمجرد محرقة لشعبنا ووطنا. محرقة لحاضرنا ومستقبلنا. وإذا لم ندرك ذلك، سنجد أنفسنا شعبا يقتات على فضلات غيره من الشعوب. فضعوا أيديكم في أيدي بعضكم البعض وابنوا وطنا. ثم سنتحدث. وإلا فإن هذه المحرقة ستحرق فينا ما تبقى من الأخضر والأسود واليابس والجاف والرطب في وطننا. محرقة لا تُبقي ولا تذر. والله من وراء القصد.
معركتنا الحقيقية الآن ليست معركة إخوان ومداخلة وشيعة وسنة وشراقة وغرابة وأمازيغ وإسلاميين وليبراليين وعلمانيين وإرهاب وأيديولجيات، وإدريس ومعمر وعقود وأموال ودولارات وبيوع ونفوذ داخلي ومناصب وكراسي وشرعية وغير شرعية وهجرة غير قانونية وقبلية وأقاليم وبرقة وطرابلس وفزان.
هذه معارك انتماء اجتماعي ومناطقي ومعارك فكر ورؤى وأيديولوجيات ومصالح وآراء، وقد لا تنتهي هذه المعارك حتى تستزف جميع قوانا، دون أن نبني طوبة واحدة، وربما حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
هذه معارك بعضها صنعناها بأيدينا وبعضها دفعنا إليها وبكل خبث دوائر استخباراتية وإعلامية ومنظمات عدة بتشجيع من أنظمة فاسدة مفسدة إقليمية وعالمية. وهي من جهة أخرى ليست معارك الوطن بأكمله، هي معارك أنظمة وأحزاب وأفراد، الكل يحارب ضد من يعتقد أنه يهدد مصالحه ونفوذه وملكه وعرشه وسيطرته، الكل يغني على ليلاه، فيرفع لواء معركته الخاصة. نحن يجب أن نغني على وطننا، لا على عروش ونفوذ ومصالح الآخرين.
تركونا نتصارع ونتقاتل ونتناحر حول هذه المعارك والتهوا بينهم بالمعارك الحقيقية: النفوذ والسيطرة على بلادنا، إيجاد قواعد ومواني عسكرية ومواطئ قدم دائمة لهم في بلادنا، امتصاص ثرواتنا، ترسيخ أنظمة موالية لهم، التنافس على إعادة الإعمار بعد الدمار، السيطرة على شواطئنا لتأمين أمنهم القومي أو لتهديد بعضهم البعض، استخدام ليبيا كبوابة للسيطرة أو الصراع على أفريقيا، وغير ذلك من معارك لا علاقة لها بليبيا والليبيين.
أما نحن فأبناؤنا محرقة في الحرب على الإرهاب، لتأمين الأمن القومي للمجتمع الدولي، وحراسة مراكز احتجاز المهاجرين غير الشرعيين، وإعادة المهاجرين من وسط البحار حتى لا يزعجوا الأوروبيين، وما صاحب كل ذلك من تبعات سلبية أضرت بليبيا والليبيين وبسمعتهم في العالم كمجرمين وعنصريين وتجار بشر ورق واغتصاب وغيرها من تهم تحرك الحجر والحديد والصخر، بالإضافة إلى حرق بعضنا البعض في المعارك المذكورة أعلاه.
معركتنا الحقيقية هي معركة بناء وطن يسع الجميع، الاهتمام ببلادنا، بناء منظومة اقتصادية قوية ترفع مستوى المعيشة لكل صغير وكبير في بلادنا، إقامة علاقات قوية متينة مع المجتمع الدولي مستندة على المصالح المشروعة في جميع المجالات.
معركتنا معركة الرقي بالصحة والعدل والتعليم والاقتصاد بالذات، وغيرها من المجالات، وبناء أجهزة أمنية تحافظ على المواطن والوطن، ولا تقمع المواطن باسم الحفاظ على الأمن والوطن، وبناء جيش حقيقي يحافظ ويدافع على الوطن والمواطن ولا يكون عصا في أيدي النظام ضد الشعب.
معركتنا معركة تحرير مجتمعنا من الأمراض النتة التي نعاني منها: القبلية والجهوية والعصبية والعرقية. معركة الوعي، بل قبلها معركة إعادة القيم لمجتمع انتزعت منه القيم.
معركتنا هي تأمين الشراكة مع المجتمع الدولي في جميع القضايا التي تجعل من العالم أكثر أمنا وسلاما وأمانا واستقرارا.
وأخيرا معركتنا أن نرتقي بالمواطن في ليبيا إلى أن يصبح أثمن عنصر في الدولة واعتبار سيادة الدولة لا تتأتى إلا باعتباره الأهم والأرقى والأثمن.
هذه هي معاركنا الحقيقية. أما غيرها من المعارك فمجرد محرقة لشعبنا ووطنا. محرقة لحاضرنا ومستقبلنا. وإذا لم ندرك ذلك، سنجد أنفسنا شعبا يقتات على فضلات غيره من الشعوب. فضعوا أيديكم في أيدي بعضكم البعض وابنوا وطنا. ثم سنتحدث. وإلا فإن هذه المحرقة ستحرق فينا ما تبقى من الأخضر والأسود واليابس والجاف والرطب في وطننا. محرقة لا تُبقي ولا تذر. والله من وراء القصد.
د. فتحي الفاضلي
11-09-2021م