جاء في كتب السير والتاريخ أن أبرهة الحبشي علاه الحسد والحقد على الكعبة المُشرّفة وتعظيم العرب والزوار لها، فحشد لهدمها آلاف الجنود، حتى وُصف ما أعده من المجندين بالجيش الجرار، ومن بينهم فيلٌ ضخم ليتولى هدم الكعبة، وقد بلغ بأبرهةَ الغرور والعظمة الكبرياء مبلغه، وقد نصحه الناصحون بالعدول عن الهجوم على مكة وبيت الله فأبى وأخذته العِزَّة بالإثم، فتعاظم في نفسه واختال في مشيته وكلامه ومواقفه، وقد وصل الكعبة بجيشه الجرار لتحقيق مآربه وإظهار عظمة جيشه وقوته، وقد قيل له إن لهذا البيت ربٌ يحميه فسخر من قولهم؟!! فلجأ أهل مكة إلى شعاب الجبال إذ لا طاقة لهم بجيش أبرهة الكبير الجرار!! فأرسل الله جلَّ وعلا عليه طيراً أبابيل رمتهم بحجارة من نار، وانهزم أبرهة وجيشه الجرار ! وحفظ الله بيته الحرام من الهدم والدمار…
كذلك أعد خليفة حفتر جيشاً جراراً منذ أكثر من أربع سنين يضم العديد من المرتزقة من كافة الجنسيات التي تقاتل لأجل المال : الروس الملحدين والجنجويد والتشاديين والمصريين والفرنسيين _ أعدهم بكامل العُدّة والعتاد بجميع أنواع الأسلحة الحديثة ليهدم صرح العاصمة طرابلس!! حتى وصل ضواحيها ومعه دول عظمى تدعمه بطائراتها كفرنسا ومصر والإمارات، وترك الناسُ العُزّلُ بيوتهم وممتلكاتهم جنوب العاصمة إذ لا طاقة لهم بجيش حفتر المختلط بكل الملل والنحل والمتحصن بالعتاد، والذي يُقدّرُ بأكثر من عشرة آلاف مجند، فبعث الله _جلّ وعلا الثبات والشجاعة لشباب من العاصمة والمنطقة الغربية ومن مهجري المنطقة الشرقية وغيرهم من باقي مدن ليبيا ليقفوا بكل شجاعة ليتصدُّوا بمدد من الله! لذلك الجيش الجرار المدجج بجميع أنواع الأسلحة الحديثة فتم بفضل الله إبادة أغلب جيش حفتر على أسوار العاصمة وانهزم منها مدحوراً _خصوصاً بعد إعانة تركيا للمدافعين عن العاصمة وصمود الشباب وثباتهم لتسعة أشهر _ انهزم حفتر وجيشه بعد قرابة العام من الصمود وهلاك أغلب مرتزقته الذين جاء بهم من كل مكان… وهلك أكثر من سبعة آلاف مقاتل من جيش أبرهة أقصد حفتر -كما صرح إعلامهم هم… فسبحان الله القوي العزيز … وهذه المقارنة القريبة من بعضها في أحداثها سيُسجّلها التاريخ لقرأها الناس ، وليعلموا أن الأسماء قد تختلف، ولكنّ المُسمى قد يكون واحدا.
العجيلي العجيلي