كشف مركز تحليل السياسات الأوروبية أن رحلة الرئيس الروسي “بوتن” للبحث عن قواعد عسكرية جديدة في البحر الأبيض المتوسط انتهت في ليبيا، بعد طرد قواته من سوريا
وأشار المركز في تقرير له أنه في غياب الموانئ والمطارات التي تزود روسيا بالإمدادات، قد تصبح مهمة الإمبراطورية الروسية في أفريقيا محكوم عليها بالفشل، كما حدث مع تدخلها في سوريا.
وأوضح تقرير المركز أن روسيا نشرت المرتزقة في عدد متزايد من البلدان الغنية بالمعادن في عمق القارة الأفريقية، ولكن إمداد هذه الوحدات ليس بالأمر السهل، ومن هنا تأتي الحاجة إلى قواعد في متناول روسيا، فقد بدأ الكرملين فعليا بنقل الجنود والمعدات من سوريا إلى ليبيا منذ سقوط بشار الأسد في ديسمبر الماضي
وأشار التقرير أن خطوة الكرملين ليست مجرد عملية إجلاء، بل تحول من الشرق الأوسط إلى أفريقيا حيث سجل متتبعوا الرحلات الجوية رحلات يومية لطائرات النقل العسكرية من القاعدة الجوية الروسية السورية في حميميم إلى ثلاث قواعد في ليبيا منذ منتصف ديسمبر
وأن 4 سفن نقل أبحرت من روسيا إلى البحر الأبيض المتوسط لتسليم معدات ثقيلة إلى شرق ليبيا، الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر الموالي لروسيا
وبين التقرير أن ليبيا صارت مركز العبور الوحيد الممكن لإمداد وحدات المرتزقة الروس عبر أفريقيا بعد خسارة قواعدهم في سوريا، ولا تحتاج روسيا إلى قواعد جوية ليبية فحسب، بل إلى ميناء لنقل البضائع الثقيلة. لهذا زار نائب وزير الدفاع الروسي ليبيا على مدى العامين الماضيين لبناء قاعدة بحرية مماثلة للقاعدة التي تقوم روسيا بإخلائها الآن في طرطوس في سوريا
وأضاف التقرير أن مدينة طبرق، هي الخيار المفضل للبحرية الروسية، رغم أنها قد تفتح أيضا قاعدة في بنغازي، وثمة مؤشرات بأن روسيا قد تختار مرسى في سوسة، والتي من المقرر بالفعل تطويرها كميناء للحاويات
وأشار التقرير إلى أن الضغوطات الأمريكية على حفتر حالت دون حصول روسيا على الضوء الأخضر لإقامة قاعدة بحرية حتى الآن
وأوضح التقرير أنه على حفتر أن يفكر في مستقبله فهو مواطن أميركي، وهي مكافأة له على قيادته لجماعة ليبية ممولة من وكالة المخابرات المركزية الأميركية قبل عقود ولديه هو وعائلته مصالح عقارية واسعة النطاق ومتنامية في فرجينيا، وقد يتم تجميدها، إلى جانب حساباته المصرفية، إذا أدرجته واشنطن على قائمة العقوبات