مؤتمر باليرمو .. كم سيكون نصيب حفتر .. وماذا سيُرمى للبقية؟

1331

صراع دولي يتجدد والضحية ليبيا، في حلبة جديدة بصقلية الإيطالية، يطرح الجميع ملفاته، ويسعى كل فريق منهم أن يأخذ أكبر المكاسب، إيطاليا قائدة في هذه الجولة الجديدة، وقد تنفست الصعداء بفشل المخطط المقرر في اجتماع باريس، لتكون هذه الفرصة السانحة لتعود قائدة للمشهد الليبي، وتتحصل على أكبر المكاسب، صحف إيطالية تعنون «ليبيا.. صفعة أخرى لماكرون: الأمم المتحدة لا تؤمن بالتصويت في ديسمبر» ، عقب تصريحات سلامة بصعوبة إجراء انتخابات في ديسمبر.

يقول أرتورو فارفيلي الباحث المتخصص في الشأن الليبي في المعهد الإيطالي لدراسات السياسة الدولية (ISPI). “مؤتمر باليرمو سيسعى جاهدا إلى تهيئة الظروف الضرورية للأمم المتحدة لإعادة تحريك العملية من خلال وضع خارطة طريق واضحة. وسوف تكون هناك زيادة تركيز على جانبين هما: الاقتصاد، في محاولة للتغلب على الجدل السياسي، وإشراك المسؤولين العسكريين على الأرض ” لكن ليظهر الاجتماع كما يجب وليلقى قبولا ونجاحا لابد أن يشترك كل الفاعلين في المشهد الليبي، وخاصة الجانب الفرنسي، أما المواطنون الليبيون وحاجاتهم فلا تسمع لهم ذكرا، يقول فرانكو فراتيني: “من الأساسي أن تكون فرنسا حاضرة ، لأننا نشترك في تاريخ ومسؤوليات تتجاوز حدود استغلال المناجم” ويضيف “حتى تكون قمة باليرمو ناجحة، بالإضافة إلى فرنسا وإيطاليا، من الأهمية بمكان حضور روسيا والولايات المتحدة ومصر وتركيا. تلعب هذه الدول الأربع دوراً رئيسياً في ليبيا، ” كاشفا أنه تبادل الحديث مؤخرا مع مولود تشاويش أوغلو وزير الخارجية التركي، الذي أكد أنه سيتوجه إلى باليرمو”. ويقول جيوزبي كونتي إن “دعم فرنسا أمر أساسي. سوف أتحدث مع ماكرون في الأيام القليلة القادمة ، لكنني تأكدت أن باريس تولي أكبر اهتمام لمؤتمر باليرمو . تتوافق هذه القمة مع خط المؤتمر الذي نظمته فرنسا في مايو 2017 بواسطة إيمانويل ماكرون “.

 وبعد أن سعت إيطاليا جاهدة لإنجاح هذا المؤتمر المزعم انعقاده يوم ال12 وال13 من نوفمبر الجاري، ها هو يصل لنقطة البداية ولتضيع كل المخططات التي كانت تحاك على حساب الشعب الليبي، شخصيات ذات أهمية كما تراها إيطاليا تتخلف عن الحضور بشكل مباشر، أبرزها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي بوتين، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل. أما في الجانب الليبي، فقد تقلب مجرم الحرب حفتر، لصالح من يوعده بامتيازات أكبر، واضعا سياسة ليبيا وسيادتها ومستقبلها تحت كل امتياز لشخصه، وليثبت أنه ما أسال أنهار الدماء في بنغازي إلا طمعا في السلطة ورغبة في الحضوة، أعلن وزير الخارجية الإيطالي إنزو موافيرو ميلانيزي، في 25 أكتوبر أن مجرم الحرب خليفة حفتر، أعرب عن نيته حضور مؤتمر باليرمو حول ليبيا.

وبعد عودته في ال10 من نوفمبر من روسيا بيوم واحد قالت وكالة سبوتنيك الروسية نقلا عن مصدر وصفته بالمسؤول إن آمر مليشيات الكرامة خليفة حفتر لن يحضر مؤتمر باليرمو. ولم توضح الوكالة الروسية أسباب عدم مشاركة حفتر في المؤتمر. واضعا من التقاه بالأمس في موقف محرج.

وبين أطماع إيطاليا وسعي المتصارعين على ليبيا لإفشال أي خطوة لا يجنون من ورائها أموال الليبيين، يبقى المواطن الليبي يعاني أزمات مفتعلة مستمرة، يقف وراءها هؤلاء المتصارعون، وينفذها الذين يتصدرون المشهد السياسي الليبي.