استنزاف
صنعوا لنا معارك لا تنتهي، أغلبها كيدية وهمية، استنزفت وقتنا وجهدنا وهمتنا لأكثر من مائة عام، وجعلت خطابنا، خطاب دفاع وتبرير واعتذار وتفسير:
فصل الدين عن الدولة.. حقوق المرأة.. المساواة بين الرجل والمرأة.. الإرهاب.. طاعة ولي الأمر.. الإسلام والعلمانية.. الإسلام والغرب.. تراجع الايديولوجيات.. تناقض الديمقراطية والإسلام.. هل يحق لرجل الدين الخوض في السياسة.. تضخيم معركة البدع.. تناقض الأحاديث.. الدولة الدينية والدولة المدنية.. التشكيك في مكانة السنة في التشريع.. صلاحية الأحكام للعصر.. التكفيريين.. الليبرالية.. الحداثة.. وغيرها.. وغيرها.. بل وربما معارك كثيرة أخرى قادمة.
ألم يحن الوقت لخطاب يُخرجنا من دائرة الدفاع والتبرير والاعتذار والتفسير.. إلى دائرة المبادرة والتأثير.. فعندها ستتحول كل هذه المعارك الثقافية والفكرية .. بعناوينها الرنانة.. إلى سراب يحسبه الظمآن ماء.. ستتحول هذه الشعارات والرؤى والأفكار.. إلى فقاعات.. إلى هواء.. إلى أصوات نشاز تخرج من طبول فارغة جوفاء. والله من وراء القصد.
فتحي الفاضلي
31-03-2025م