صرح بعض من أوصلتهم ثورة 17 فبراير إلى قمة مواقع صناعة القرار السياسي في ليبيا (أعضاء برلمان، وساسة، ووزراء … إلخ)، بأن ثورة 17 فبراير تعتبر نكبة، ويمثل ذلك قمة التناقض والوقاحة والجحود.
ونقول لهم، بكل ثقة، إن ثورة 17 فبراير، بريئة من أفعالكم وغبائكم وتفريطكم في الوطن، وإنها نكبة في أعينكم لأنها عرَّت فشلكم وعجزكم وعشقكم للذل والقهر والعبودية والطاغوت وعبادة الفرد والاستبداد.
الثورة الليبية، ثورة السابع عشر من فبراير، هدية من الله، لأنها نكبة على الظالمين، نكبة على المتسلقين، نكبة على من يريدون عودة الاستبداد والقهر والاستعباد، نكبة على الوصوليين والمتسلقين والانتهازيين والطامعين في الوطن، نكبة على مصاصي دماء الشعوب.
ثورة 17 فبراير، نكبة على من يعشقون السخرية، والعبث، والاستهزاء، بمقدساتنا، بنبينا، بكتابنا، بشعائرنا، بعاداتنا، بتقاليدنا، بأعرافنا، بشيوخنا، بأئمتنا، بثقافتنا، بمعلمي الناس الخير، وبكل الخيرين في وطني.
هي نكبة على دول مجاورة خائنة طامعة هامعة، تود أن تمتص ثروات بلادنا، لعقود وعقود وعقود. نكبة على دول كانت تمتص ثروة ليبيا والليبيين، عندما كان الطاغية يمارس هواية سفك دماء الليبيين، فتغاضت تلك الدول عن سفك دمائنا، بعد أن أعمتهم ثرواتنا.
ثورة 17 فبراير، نكبة على لوردات الفساد المالي والإداري والسياسي. نكبة على عُباد الفرد، عباد البشر، عباد الطغاة، عشاق العبودية، ونكبة على دعاة الانحلال والإباحية والضلال.
نكبة على جند الطاغوت، من أكابر المجرمين الذين عاثوا في الأرض فسادا وتنكيلا ودماراً.
ثورة 17 فبراير، نكبة على من يريد ليبيا غابة، لا يحكمها قانون، مستباحة، يرتع فيها من يشاء، كيفما يشاء، لإشباع غرائزه الشيطانية، ورغباته الدموية، وأطماعه الدنيوية التافهة التي لا تنتهي.
هي نكبة على كل من استولى في عهد الطاغية على أرزاق الناس، وحقوق الناس، وبيوت الناس، وحقوق الوطن نكبة على الذين سفكوا دماء الليبيين، وعذبوهم، وشنقوهم، واغتالوهم، ورموا بجثثهم في البحر، وتأرجحوا بجثث آخرين، من أجل دريهمات بخسة معدودة.
هي نكبة على الوشاة الذين كانوا يكتبون التقارير ضد مواطنين أبرياء ذهبوا ضحية وشاياتهم، ضحايا فقدتهم الأمة وفقدتهم أسرهم وفقدهم الوطن. نكبة بإذن الله على الكسالى، الذين يقتاتون بنهم على فضلات الأنظمة، ونكبة على الذين يقتاتون على آلام الناس. هي نكبة عليهم، وستظل – ثورة 17 فبراير -نكبة على كل ظالم وإلى الأبد بإذن الله، فلا نامت أعين الجبناء.
د. فتحي الفاضلي
طرابلس- فبراير 2019م