فتنة القرامطة هي تلك الجرائم البشعة التي ارتكبها القرامطة عام (317هـ – 908م) حينما أغاروا على المسجد الحرام وقتلوا من فيه وسرقوا الحجر الأسود وغيَّبوه 22 سنة، ورُدّ إلى موضعه سنة 339هـ، ففي ذلك العام وتحديدا يوم التروية، قام أبو طاهر القرمطي، ملك البحرين وزعيم القرامطة، بغارة على مكة والناس محرمون، واقتلع الحجر الأسود، وأرسله إلى هَجَر وقتل عددا كبيرا من الحجاج، وحاولوا أيضا سرقة مقام إبراهيم لكن أخفاه السدنة. وفي 318 هـ تقريبا سنّ الحج إلى الجش بالقطيف بعدما وضع الحجر الأسود في بيت كبير، وأمر القرامطة سكان منطقة القطيف بالحج إلى ذلك المكان، لكن الأهالي رفضوا تلك الأوامر، فقتل القرامطة أناساً كثيرين من أهل القطيف.

وأما حفتر وداعموه وميليشياته المعتدية منذ أكثر من عام على العاصمة فلهم نفس الأغراض التي قام بها القرامطة الأقدمون، يريدون سرقة خزائن المصرف المركزي، والسيطرة على ما تبقى من مقدرات البلاد، والإتيان على كل بنيان ليهدموه، وقد سفكوا في سبيل طموحهم ذلك دماء عشرات الآلاف، وأزهقوا آلاف الأرواح، وهدموا عشرات آلاف من المباني – بيوت ومؤسسات حكومية وغير حكومية ودكاكين ومشافٍ ومصحات والاستيلاء على حقول النفط وقفل مياه الشرب على الناس وقطع الكهرباء- كل تلكم الجرائم هي نفسها لو كانت موجودة لقام القرامطة الأقدمون بالإتيان عليها. ؟!!

فما الفرق بين القرامطة وحفتر ومجرميه من حيث الإجرام ؟!!!


العجيلي العجيلي