عندما يجول بخاطر امرأة في العالم العربي أو الإسلامي أن تزني من أجل أن تُطعم وليدها الذي مزّق الجوعُ جوفه. .. بينما قاب قوسين أو أدنى يموت خنازير الزيت بتخمة البطن وتخمة الفرج
وعندما تنتحر مسلمة هتك عرضها صربيٌّ من ذرّية إبليس نفخ فيه الشيطان من روحه؛ فملأ جوفه حقداً وغلاًّ وبغضاً بينما نخوض -وقد عمِيت أبصارنا- مع الخائضين.
وعندما نوارِي بالتراب الرهطَ بعد الرهط من فلذات أكبادنا نهشت الأسقام أبدانهم لندرة دواء أو قلة غذاء بينما يعطي أولياءُ أمورنا كالريح المرسلة أرزاقنا وأموالنا وأوقافنا للصرب والمجوس والهندوس والصابئة.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغيّر كل شيء فينا، وعندها سيكون، إن لم نفعل، قد نتهى ومات كل شيء فينا.
***
عندما يقف فراعنة بلداننا متعالِين مختالين منتفخي الأوداج متكبرين، يبسُرون في وجوه الموحدين ويعبُسون… يحسبون أنهم سيخرقون الأرض أو سيبلغون الجبال طولاً، بينما يتحوّلون أمام الملل الأخرى بفي أسرع من رمشة عين وارتدادتها يتحوّلون قردة خاسئين منكّسي الرؤوس منحني الهامات مطأطئين.
وعندما تتجوّل في بلادنا كافة الملل والأمم والنِّحَل معزَّزين مرفوعي الرءوس مكرّمين بينما يُحشر أهل القبلة في جحور لا تطيق الخنازير أن تتبوّل فيها.
عندما يصبح للغدر مراسم، فيتبادل أولو الأمر دماءنا ودماء أبنائنا دون خجل أو عار أو وجل.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كل شيء فينا، وعندها سنكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كلّ شيء فينا.
***
عندما تُعمرَ مواخير الليل من دلوك الشمس إلى طلوع الفجر… بينما تُمنع بيوت الله فيُسعى في خرابها فتوصد أمام الركع السجود أبوابُها.
عندما تُحمى العارياتُ الفاسقات العاهرات بقوة السيف والسوط والقانون والسلطان بينما تُصلب من تُخفي عن الناس سوأتها.
عندما يُطمس الأذان، بينما تُسمع همسات الشياطين في البر والسماء والبحر، وعندما يصبح الزنا في بلاد مهنة
من أجل الخبز.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كل شيء فينا، وعندها سيكون، إن لم نفعل قد انتهى ومات كل شيء فينا.
***
عندما نستنبط للملك والوالي والوزير والصاحب والقائد والزعيم والرئيس ألف فتوى وفتوى، وألف عذر وعذر وألف رخصة ورخصة أدناها أن الأعمال بالنيات وأن الأصل فى الأشياء الإباحة وأن الله غفور رحيم، حتى لو مارسوا ما لم يمارسه فرعون وهامان وقارون بينما إذا مارست الرعية اللمم. استنبط فقهاء السلطان ألف فتوى وفتوى حول الحدود ووجوب إقامة الحدود.
عندما يفسر علماء البلاط الولاء بألف ولاء وولاء والبراء بألف براء و براء والكفر بألف كفر وكفر… فولاء دون ولاء… وبراء دون براء، وكفر دون كفر، بينما يفسرون الطاعة بطاعة واحدة ثابتة ميتة جامدة.
عندما يتلاحى علماؤنا حول دماء الحيض ولا يعيرون لدماء المغتصبات بالاً.
عندما يصدع علماؤنا بكل شيء إلا بما يجب أن يصدعوا به.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كلّ شيء فينا، وعندها سيكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كلّ شيء فينا.
***
عندما نتسول بصور مقدساتنا المستباحة وصور الثكالي والأرامل واليتامى وصور العجزة والضعفاء والمشوهين من أجل أن ننتزع لأرملة دريهمات أو من أجل أن ننتزع لقيمات لليتيم في يوم ذي مسغبة بينما يتنعم المفسدون الفسّاد الفاسدون بما في باطن وظاهر أرضنا.
عندما ندفن فى التراب رؤوسنا، أو نرفع بالتسبيح والتكبير والتهليل أصواتنا كي لا نسمع صراخ المغتصبات وأنين المعذبين والمعذبات وهم يستنجدون بالأمة لتنطق بكلمة تُحيي الضمائر الميتة أو صرخة توقظ النفوس المدفونة بالحياة.
عندما نتجاهل الآم اليتامى وأحزان الثكالى ودموع الأرامل كي لا نحدث فتنة أو نستبدع بدعة تزعج طبقة من السلف تواضعت أمامها سلفية التابعين وتابعي التابعين وسلفية الصحابة الكرام.
عندما نتسوّل بالقرآن فنختار آيات الله بحرص وخوف وحذر كي لا ننفّر جموع المتصدّقين والمتصدّقات.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كل شيء فينا، وعندها سيكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كل شيء فينا.
***
عندما يقودنا جبناء اغتالوا قضايا أمتنا وانسلخوا من آمالها وهويتها وآلامها وأصرّوا كي يخفُوا جبنهم أن يجروا الأمة إلى قاع الذل تحت مذبحة المصلحة مرة والبدعة مرة أخرى والفتنة مرة ثالثة بل أصرّوا كي لا يتعرّى عجزهم وزيفهم وذلّهم.. أن يُحطّموا كلّ سهم من سهام ربعي وأن يحاربوا (درءا للفتنة!!!!) كلّ كلمة حرة لا يخاف صاحبها في الله لومة لائم.
عندما يتنازع في قلب الواحد منّا ألف انتماء وانتماء بينما نرتل كي نخفي حمية الجاهلية فينا.. وكي نخفي تعصبنا لجلودنا وألسنتنا وأقوامنا نرتل في الصلاة تلو الصلاة نرتّل آيات الاعتصام وآيات الأمة الواحدة.
وعندما نلعن الطغاة بينما يسكن حبّ الزعامة والإمارة والقيادة في أعماق نفوسنا وافئدتنا وقلوبنا.
عندما نغضب ونرعد ونزبد من أجل توافه لا يغضب لها حتى البلهاء بينما تموت فينا دواعي الغضب لما تتمعّر له وجوه الكلاب.
عندها يجب أن يغضب كل شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كلّ شيء فينا، وعندها سنكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كل شيء فينا.
***
عندما ندقّ طبول الحرب تلو الحرب ونعلن النصر الزائف تلو النصر الزائف.
عندما نستنجد بأنصاف وأثلاث وأرباع وأشباه وفضلات الحلول.
عندما تُغتصب وتُغزى وتُستباح وتُحاصر وتُقصف بلداننا بمن شاء متى شاء.
عندما نمهّد درب الهزيمة لجيل قادم نقوده دون أن ندري ودون أن يدري إلى حافة جرف هار.
عندما نستنجد بمن مات منا فنهزّ لحد المعتصم دون كلل، ونهزّ قبر صلاح الدين دون ملل ولكن دون أن ينهض المعتصم ودون أن ينتفض صلاح الدين، ودون أن تسلم أعراضنا من استباحة، ودون أن تسلم من التدنيس مقدساتنا.
عندها يجب أن يغضب كلّ شيء فينا، وعندها يجب أن يتغيّر كل شيء فينا، وعندها سنكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كلّ شيء فينا.
***
عندما نصاب بالقابلية لأن نكون لبعضنا البعض إمّعات.
والقابلية لأن نكون لبعضنا البعض عبيداً.
والقابلية لأن نصنع طغاتنا بأيدينا.
والقابلية لأن نغلّف الفشل والجبن والعجز بالحكمة والمصلحة والحنكة.
والقابلية لان نَحيك لكل موقف ثوبا، ولكل ّمقال لسانا، ولكلّ حدث وجهة
والقابلية لأن نرفض أن نتبين حتى لا نُحرم من سلق بعضنا البعض بألسنه حداد.
والقابلية لأن نعطل عقولنا فنغدو ببغاوات نردّد ما يردّده المردّدون دون تبيّن وبصيرة وتفكير.
والقابلية لأن نصنع من داخلنا طبقية زائفة نتمايز ونتعالى ونترفع بها على بعضنا كي نعوّض نقصا في نفوسنا أو نبني مجداً زائفا.
عندها يجب أن يغضب كلّ شيء فينا، وعندها يجب أن يتغير كلّ شيء فينا، وعندها سنكون إن لم نفعل قد انتهى ومات كل شيء فينا.