ثورة 17 فبراير… بريئة منكم جميعا
ثورة السابع عشر من فبراير بريئة من كل من يناصر أو يدعم أو يرسخ الظلم. ثورة السابع عشر من فبراير بريئة من كل من ناصر أو يناصر أو سيناصر.. معنويا أو حسيا أو ماديا.. الذبح والخطف والتعذيب والقتل والاغتيالات.. بريئة من كل من سعى أو يسعى إلى الفتنة والفرقة والتصادم والخصومات والتقسيم. بريئة من كل من يزعزع الأمن والأمان والاستقرار. بريئة من كل من يسخر من ليبيا والليبيين. بريئة من كل من يسخر من الشهداء ومن دماء الشهداء.
ثورة السابع عشر من فبراير بريئة من كل من يتمنى عودة العبودية لغير الله وعودة الاستبداد والظلم والقهر والاستعباد والجلاد والطاغوت. بريئة من كل من يروع الأهالي الآمنين العزل المسالمين. بريئة من كل من يقتل الأبرياء باسم الوطن والدين والأديان. وبريئة من كل من يلهث كالكلب وراء منصب أو مال أو جاه، لا يبالي بآلام وجراحات وأنين الوطن.
ثورتكم أيها الليبيون بريئة إلى يوم الدين، من دول مارقة طامعة هامعة، فاغرة أفواهها ككلاب مسعورة، وكضباع وحيات وهوام تتربص ببلادنا الطيبة الدوائر، تحيك ضدها وضد أهلها المؤامرات، وتضع في طريقنا العراقيل، من أجل ان نزداد خوفا وفقرا وفوضى، وتزداد كروشهم انتفاخا، دول من الإخوة الأعداء، إخوة يوسف، تُعرقل مسيرة الوطن نحو الأمن والحرية والأمان.
الثورة بريئة من كل من يستغل جراحات الوطن لتحقيق مصالحه الجهوية أو القبلية أو الشخصية، بريئة من كل جماعة أو جمعية أو حزب أو كتيبة أو قوة أو مؤسسة أو هيئة أو وزارة لا تضع مصلحة الوطن وأمنه واستقراره ورخائه فوق الجميع.
الثورة بريئة من كل من يشوه الإسلام بكلمة أو همسة أو لمزة أو لمسة أو ممارسة، بريئة من كل من يحلل إراقة دماء البشر، بريئة من كل من يريد أن يحارب الإرهاب بالإرهاب، بريئة من إرهاب الأفراد وبريئة من إرهاب الدولة، وبريئة من إرهاب الجماعات. الثورة بريئة من كل من سيس أوضاع وجراحات وظروف الوطن بريئة من كل كذاب أشر ومفسد وسارق وظالم باسم الثورة والوطنية والوطن والثوار. بريئة من كل من تولى منصبا فخان الله ورسوله والرعية والمؤمنين.
الثورة بريئة من كل من يُحبط ويُشكك ويُضلل ويُرعب ويُخوف الناس، بريئة من كل من وضع يديه في أيدي من هب ودب من شذاذ الآفاق والمجرمين ومصاصي دماء البشر، من أجل مصلحته وبطنه وجيبه، لا يهمه إلا نفسه، حتى لو لم تقم للوطن قائمة.
ثورتكم أيها الليبيون بريئة من كل انتهازي وصولي متسلق مداهن منافق أفاق، بريئة من كل مندس، بريئة من رجال الطاغوت، الذين مكنوا لسيدهم الذي رباهم وسمنهم وسلمهم مفاصل الناس والبلاد والعباد في الداخل والخارج، ثم انقلبوا عليه بعد أو أثناء انهياره ليتسلقوا جثث الشهداء علهم ينالوا نصيبا آخر من أوصال ومفاصل وأركان البلاد ودماء العباد.
ثورة السابع عشر من فبراير.. نوارة تاريخنا.. ومصدر فخرنا.. ودليل صبرنا وتصميمنا وشجاعة شبابنا وشجاعتنا.. وبداية مسيرتنا نحو ليبيا الحب والأمل والحرية والأمن والرقي والبناء والتقدم والرخاء والأمان.
ثورة السابع عشر من فبراير انتصرت، وأُقفل ملف انتصارها إلى الأبد ولن تشوبها شائبة، انتصرت ودخلت التاريخ كأحد أهم انتصارات شعبنا الطيب الشجاع الكريم، أما ما حدث وما يحدث، وما قد يحدث بعد الثورة، فالثورة بريئة منه، وبريئة منكم جميعا، وإلى الأبد، بريئة براءة يوسف عليه السلام من امْرأة العزيز.
د. فتحي الفاضلي
طرابلس- فبراير 2019م