نوفا: واشنطن تحاول إعادة التوازن عبر مناورات عسكرية، وموسكو تستخدم بيلاروسيا كوسيط لتجنب الصدام المباشر
303
قالت وكالة نوفا الإيطالية: إن المشهد في ليبيا يشهد تصاعدًا في التنافس بين القوى الكبرى، حيث تسعى موسكو إلى تعزيز نفوذها العسكري عبر وجود مجموعة فاغنر، بينما تحاول واشنطن إعادة التوازن عبر مناورات عسكرية، وإغراءات سياسية لحفتر.
وأشارت نوفا إلى أن كلا البلدين يعملان على تعزيز نفوذهما في ليبيا، والتي تعدّ حاسمة للسيطرة على البحر الأبيض المتوسط والساحل، مضيفة أنه برغم الضغوط الأميركية المتزايدة، نجحت موسكو في تعزيز بنيتها التحتية العسكرية المتطورة في ليبيا، وهي مجهزة بأنظمة دفاع جوي متقدمة مثل إس-400 وقدرات حرب سيبرانية متطورة.
وأشارت الوكالة إلى أن القيادة الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) أجرت فبراير الماضي مناوراتٍ جويةً بالقرب من مدينة سرت، على بعد كيلومترات قليلة من القواعد العملياتية لمجموعة فاغنر الروسية الخاضعة لسيطرة خليفة حفتر.
وذكرت الوكالة أنّ التدريبات الأميركية، بدلاً من أن تشكل تهديداً ملموساً للوجود الروسي، تشكل إشارة سياسية تهدف إلى إعادة تأكيد نفوذ واشنطن في الملف الليبي.
وأضافت الوكالة أن موسكو تتبع إستراتيجية أكثر تحفظا؛ للحفاظ على نفوذها في ليبيا، حيث تستخدم بيلاروسيا كوسيط لتجنب التعرض المباشر، موضحة أنّ مينسك بدأت بالفعل تدريب قوات خاصة تابعة لصدام حفتر.
وأشارت الوكالة إلى أنّه تمّ تصوير “صدام” خلال زيارته إلى بيلاروسيا، وهو يتفقد مجموعة من نحو 100 جندي من القوات الخاصة بعضهم يتدرب على استخدام الطائرات المقاتلة الروسية ميج-29 وميغ-24، بالإضافة إلى طائرات بدون طيار، وغيرها من الأسلحة المتقدمة.
وذكرت الوكالة أن واشنطن وجّهت حفتر بإعادة النظر في تحالفه مع موسكو، وعرضت عليه بدائل إستراتيجية، مثل إمكانية المشاركة في قوة مشتركة بين شرق ليبيا وغربها لمراقبة الحدود مع دول الساحل، وحماية البنية التحتية النفطية الليبية من النفوذ الروسي، وإنشاء حاجز ضد تغلغل موسكو في المنطقة.