بسم الله الرحمن الرحيم
أهنئ الشعب الجزائري المجاهد على انتفاضته العظيمة التي كسر بها حاجز الخوف، وخرج فيها على بكرة أبيه، فاسترد بها حريته وكرامته بعد عقود من القهر والاستبداد والظلم، حَرَمتهُ فيها قوى الاستبداد من ثرواته، وجعلته من أفقر الشعوب، مع ما في بلاده من الخيرات، كما حرمت الجزائر من القيام بدورها اللائق بها بين الأمم.
وأهنئه على أنه حافظ على سلمية الانتفاضة، وعلى صبره وإصراره وعدم استسلامه، ومغالبته للمستبدين، فقد أعطى بخروجه العارم إلى الشوارع درسا للشعوب المغلوبة والمقهورة، كما قال القائل:
وما نيل المطالب بالتمني … ولكن تدرك الدنيا غِلابا
وما استعصى على قوم منال … إذا الإقدام كان لهم ركابا
ولكن الذي ينبغي أن يتنبهوا إليه أن الطريق أمامهم طويل، والعمل فيه شاق، فإن الحفاظ على مكتسباتهم أصعب من اكتسابها، كما أن عليهم أن يتنبهوا إلى المتربصين بهم من الداخل الذين يسهل عليهم أن يلبسوا أقنعة الشعوب، وهم في الواقع عملاء لأعدائهم، وإلى المتربصين بهم من الخارج، وأن يستفيدوا مما حل بشعوب انتفضت قبلهم في مصر واليمن وليبيا، فقد دُمِّرت هذه الثورات بأموال السعودية والإمارات، وتدخلات مخابراتها، بالتعاون مع مخابرات الدول الكبرى، وبخاصة مخابرات عدوهم القديم فرنسا.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يحفظ بلادهم، ويجمع كلمتهم، ويتم عليهم أمرهم بحكم رشيد يسترد للجزائر مكانتها اللائقة بها، وتكون عونا لجيرانها وأشقائها والأمة بأسرها.
الصادق بن عبد الرحمن الغرياني
27 رجب 1440 هـ
الموافق 3 أبريل 2019