عقيلة صالح وانتخابات تحصيل المصالح
خفايا وأبعاد وسيناريوهات كثيرة تثير الجدل حول خروج عقيلة صالح رئيس مجلس النواب المنحل وفي هذا الوقت بالذات بمشروع جديد، ففي حين تشهد طرابلس عاصمة ليبيا اقتتالا عنيفا، وتتعطل مؤسسات الدولة فيها، وأثناء دك درنة بأعتى الأسلحة، وبعد أربع سنوات من حالة الفوضى وعدم الاستقرار في البلاد، وبعد اقتتال دام لسنوات في بنغازي وأدى إلى مقتل الآلاف، وتلتها الحروب التي شهدتها ليبيا في شرقها وغربها، يظهر عقيلة صالح بالحل الأمثل الذي يراه علاجا لكل أزمات البلاد.
عقيلة صالح الذي كان سببا في عرقلة مشروع الدستور، والذي عرف بتأييده ودعمه التام لمجرم الحرب خليفة حفتر ووصفه له بأنه خط أحمر، ورفضه التام لحكومة السراج، والمؤتمر الوطني العام، يدعو الجميع إلى وحدة الصف للخروج من الأزمة حسب وصفه، وإجراء انتخابات رئاسية وتشكيل حكومة وطنية يكون على مجلس النواب المنحل حق مراقبتها ومحاسبتها. الأمر الذي يدعو لتساؤل مراقبين عن إمكانية إجراء انتخابات نزيهة ولمن تكون المصلحة، في الوقت الذي تنقسم فيه ليبيا بين مناطق متفرقة يحكمها شركاء متشاكسون، فرقعة يسيطر عليها مجرم الحرب حفتر بقوة السلاح ولا يتهاون أبدا فيها بتصفية خصومه، ومنطقة تنتشر فيها مليشيات مسلحة أوضح تقرير مفوضية الأمم حجم الانتهاكات في سجونها، والتي يدين بعضها بالولاء لحفتر.
نبّه عقيلة في بيانه أيضا أن ما يمنع من الوصول إلى أي اتفاق هو تدخل الأجنبي! وأن الأزمة التي تشهدها البلاد هي مؤامرة مدبرة لافتعال الفوضى وخلق ذريعة للتدخل الخارجي، ناسيا في الوقت ذاته أن الطيران الإماراتي والمصري الذي اخترق سماء بنغازي ودرنة وغيرها دخل بتواطؤ من مجلس النواب المنحل، ومتناسيا إشادته في وقت سابق بموقف الإمارات وهي التي تلعب دورا أساسيا في انتهاك سيادة ليبيا، وشكره أيضا لرئيسها محمد بن زايد الذي قال له بالحرف الواحد “حلالنا حلالكم” حسب قوله.
عقيلة طالب المواطنين والناخبين بمحاسبة أعضاء مجلس النواب المنحل عن غيابهم قائلا : “قولوا لمن انتخبتموهم تحدثوا داخل البرلمان الليبي ، وداخل ليبيا وليس خارجها”، ولكن لم يطالب السيد عقيلة أحدا بمساءلة ومحاسبة “بوعكوز” ومن يغلق باب مقر مجلس النواب متى شاء ذلك، ليترك تساؤلا عن استنكاف هؤلاء الأعضاء عن حضور الجلسات، وهل القرارات التي تصدر في قبة البرلمان بإحاطة من قوات حفتر يكون للنواب خيار فيها؟
انتخابات على حطام دولة، وتشكيل حكومة فوق ركام الحروب المستمرة، ومطالبة المواطنين باختيار الأفضل والأسلحة الثقيلة فوق رؤوسهم، هذا ما يدعو إليه المستشار، فهل يدعو عقيلة صالح إلى تحويل مستقبل ليبيا إلى عراق جديد في المنطقة؟