متى كان خليفة حيّاً حتى يموت؟!
خليفة حفتر ميّت أصلاً، لقد مات عندما ترك جنوده في الأسر في تشاد، وغادر إلى أمريكا في طائرة خاصة، وتركهم يعانون مآسي الأسر.
ومات عندما ولغ في دماء الليبيين، وخاصة الثوار الذين مكّنوه من دخول الوطن، بعد أن كان لا يجرؤ أن يخطو خطوة واحدة في ليبيا.
ومات عندما أنبطح للمخابرات المصرية، وأعلن أنه لا يتوانى عن تأييد مصر في كل ما تفعل وتريد، حتى لوكان ذلك ضد مصلحة ليبيا.
ومات عندما بارك قصف الطيران المصري والإماراتي والفرنسي، للنساء والأطفال والكهول والرجال والشباب من أبناء وبنات ليبيا.
مات عندما ألغى الإعلان الدستوري؛ بحجّة مكافحة الإرهاب.
ومات عندما فقد مصداقيته العسكرية وقلّد أبناءه المدنيّين مناصب ورتبا عسكريّة.
ومات عندما غدر بأقرب الناس إليه، أفراداً وجماعات وقبائل، ممّن دعموه وساندوه، وقتلوا عباد الله من أجله وأجل طموحاته.
ومات عندما كان يتلقّى العلاج في أفضل المستشفيات، بينما الجرحى والذين فقدوا أطرافهم ممّن قاتلوا معه لا يجدون أقلّ وأبسط وأدنى درجات العناية والاهتمام!.
لقد مات عندما غدر بثورة انتظرها الناس أربعة عقود.
ومات عندما سبّب ما سبّبه من دمار وتدمير وفتن وتهجير.
خليفة بالنسبة لي ميّت، منذ أن غدر بالوطن.
فهو مجرّد صورة سمجة مملّة بشعة، مكرّرة لمن سبقه من الطغاة المرضى المتعطّشين للسلطة على حساب الحجر والشجر والوطن والدين والبشر.
ربّما السؤال الصحيح هو: هل خليفة حفتر يتنفّس، أم أنّه لا يتنفّس؟
فتحي الفاضلي
طرابلس- 5-02-2022م.