منذ بداية العدوان على العاصمة لا يكاد يمر يوم إلا ويستهدف فيه طيران مجرم الحرب حفتر منشآت مدنية، سواء مطار معيتيقة أو مطار مصراتة أو مناطق سكنية، آخِرُ هذه الاستهدافات كانت في نادي الفروسية بجنزور وأصيب على إثرها 5 أشخاص من بينهم 4 أطفال.
الوفاق وخارجيتها:
أصدرت حكومة الوفاق بيانات مع كل استهداف للمنشآت المدنية، لكن هل دور حكومة الوفاق يقتصر على البيانات فقط؟
منذ بداية الحرب على طرابلس أصدرت حكومة الوفاق بيانات يكاد يزيد عددها عن البيانات التي أصدرتها الحكومة منذ إنشائها قبل ثلاث سنوات إلى قبيل الحرب، بينما على الجانب العملي لم نر أي تحرك يوضح جدية حكومة الوفاق في مواجهة العدوان وشعورها بخطورة الموقف وتقديرها للتضحيات التي تقدمها قوات بركان الغضب، فبعد مرور ستة أشهر لم تعين حكومة الوفاق وزير دفاع وهذا لا يعقل بالنسبة لحكومة تخوض حربا ضد ميليشيات مدعومة من فرنسا وروسيا ومصر.
بينما على الجانب الآخر نرى مجرم الحرب حفتر لا يكل ولا يمل من فعل أي شيء في سبيل سيطرته على العاصمة سواء بجلبه للمرتزقة “الروس” أوالجنجاويد أو جلبه للذخائر والأسلحة من مصر والإمارات أو تضييقه على المواطنين باستهدافه للمطارات.
وعلى الرغم من ثبوت دعم بعض الدول لحفتر إلا أن خارجية الوفاق لم تقم بأي إجراء فعلي ضد هذه الدول ولو بتوجيه خطاب رسمي لهذه الدول أو بسحب سفرائها من هذه الدول التي تدعي اعترافها بحكومة الوفاق.
تلاعب المجتمع الدولي ومؤتمر برلين:
تعتبر حكومة الوفاق هي الحكومة المعترف بها دوليا من قبل الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، لكن فعليا الدول الداعمة لحفتر لها تأثير على المجتمع الدولي وتدفع الأمم المتحدة لإيجاد مكان لحفتر في أي حوار أو مؤتمر يقام حول ليبيا والدليل على ذلك عندما تقرأ أسماء الدول التي ستحضر مؤتمر برلين فأغلبها تدعم مجرم الحرب حفتر ومخرجاتها لن تكون إلا في صالح حفتر.
فهل ستكرر حكومة الوفاق أخطاءها السابقة في أبوظبي وباليرمو وباريس؟ أم أنها تعلمت الدرس من المؤتمرات السابقة؟