كشف أحد شهود العيان الذي كان حاضراً لعملية دفن الجثث في مقبرة بئر الأسطى ميلاد بتاجوراء، قبل أكثر من 13 عاماً، “نوري المدهون” للتناصح؛ أن المقبرة تحوي على أكثر من 150 جثمانا.

وأوضح المدهون أن عملية الدفن بهذه المقبرة كانت بعد أيام قليلة من تاريخ 20 رمضان 2011، حيث “كان الوضع في طرابلس فوضوياً، وكانت ثلاجة مستشفى شارع الزاوية ممتلئة بالجثث نتيجة للمعارك التي شهدتها المدينة.”

وأضاف الشاهد: “بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المستشفى بدأت الجثث بالتحلل، وصدرت مناشدات من العاملين في المستشفى لإنقاذ الوضع، حيث فُتحت ثلاجة المستشفى، وتم استخراج حوالي 150 جثة منها”

ولم يتمكن المدهون من معرفة أصحاب الجثث وقتها، لكنه نقل عن شهود عيان وقت الدفن، أنهم نسبوا الجثامين إلى المعتقلين في ثورة فبراير بعد 20 فبراير، وأن بعضها يعود لسجناء سياسيين قبل سنوات عدة من العام 2011، حيث تم الاحتفاظ بها في ثلاجة الموتى بمستشفى الزاوية.

وتابع الشاهد قائلا: “وضعت الجثث في سيارة نقل كبيرة “ثلاجة”، وتوقفت أمام مسجد “بن حسن” حيث صُليت عليها صلاة الجنازة عقب صلاة الجمعة. ثم توجهت بها إلى المقبرة لدفنها، وشارك العديد من شباب المنطقة في الدفن، بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة والصيام ورائحة الجثث المتحللة.”

ولم تُصدر الجهات الرسمية في ليبيا أية بيانات حول هذه المقبرة حتى الآن، ولم تُحدد هويات الجثث المُستخرجة منها.

وأعلنت هيئة البحث والتعرف على المفقودين، في الـ 20 من أكتوبر الماضي، اكتشافها مقبرة بمنطقة بئر الأسطى ميلاد، في بلدية تاجوراء تعود إلى العام 2011.

وأوضحت بيانات الهيئة أن الجثامين المستخرجة حتى الآن تعدت الـ80 جثة، مجهولة الهوية.