ألقى مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، الطاهر السني، كلمة أمام مجلس الأمن الدولي عبّر فيها عن استياء ليبيا من استمرار حالة الجمود السياسي، موجّهًا انتقادات حادة للبعثة الأممية وأعضاء مجلس الأمن، ومطالبًا بكشف الجهات التي تعرقل العملية السياسية في البلاد، سواء كانت أطرافًا محلية أو دولية.
وأكد السني خلال الجلسة التي خُصصت لمناقشة الوضع في ليبيا، أن الليبيين كانوا يتوقعون من المبعوثة الأممية، هانا تيته، إعلان أو إطلاق العملية السياسية خلال هذه الجلسة، لكن ذلك لم يحدث، مضيفًا: “بقينا رهينة لتعيين المبعوثين لأكثر من عام ونصف دون حلول ولا عملية سياسية”.
وأضاف أن الليبيين يستحقون معرفة من يعرقل المشهد السياسي، متسائلًا: “لماذا لا يُعلن عن هذه الأطراف إلا بعد انتهاء مهام المبعوثين؟”، مشددًا على أن “هذا ليس عملاً مؤسساتيًا”. واعتبر أن انتهاء كلمات البعثة في ساعة وربع فقط، “يدل على أنه ليس هناك جديد ليقال”، مشيرًا إلى أنه لا يزال حتى الآن “لا توجد خطة سياسية ولا خارطة طريق واضحة المعالم مقدمة لليبيين”.
وأوضح مندوب ليبيا أن أكثر من عام ونصف مرّ دون وجود عملية سياسية حقيقية، رغم التحديات التي أشار إلى أن الليبيين يتفهمونها، مؤكدًا أن الوضع لم يعد يحتمل استمرار هذا الفراغ.
وفي رده على مندوب اليونان، قال السني إن ليبيا لم تقدم على أي استفزاز، بخلاف ما قامت به اليونان التي أعلنت عن التنقيب في منطقة متنازع عليها، مشيرًا إلى أن سلطات ليبيا شرقًا وغربًا توحدت ضد هذه الخطوة، واصفًا إياها بالاستفزازية.
كما عبّر السني عن ترحيبه بالبيان الصادر عن اجتماع برلين، مثمنًا المساعي الدولية الرامية إلى بلورة خارطة طريق سياسية، داعيًا إلى ضرورة إيجاد حل جذري وشامل للوضع السياسي الراهن وإنهاء المراحل الانتقالية المستمرة في البلاد.
واختتم السني كلمته بالتشديد على مطلب الليبيين الأساسي، والمتمثل في “احتكار الدولة للسلاح وإنهاء كافة التشكيلات المسلحة”، معتبرًا ذلك أولوية لا يمكن تجاهلها في أي مسار سياسي قادم.