أيها البرلماني العنصري.. أيها الجاهل المتخلف الحقود… الغرابة… لم يرسلوا لإخوتهم وأخواتهم زيتا وطماطما فحسب.. بل أرسلوا محبة وأخوة ومودة.. أرسلوا حضارة وإنسانية وثقافة.. أرسلوا دعماً ونجدة ومساعدة ومساندة وفزعة.. أرسلوا كرماً ورجولة وشهامة.. أرسلوا تراحماً ورحمة وتعاضد.
أرسلوا ما من شأنه أن يمسح شيئاً من دموع وأحزان وأتراح نساء وأطفال ورجال وشيب وأرامل وشباب..
أرسلوا ما يُضمدُّ شيئاً من جراح الثكالى..
أرسلوا كل ذلك للبشر من أبناء وبنات وطنهم.. لم يرسلوها لأمثالك من ذوي العقول الفارغة بل المحشية تبناً.. والقلوب المحشية حقداً.
لقد أرسلوا وأحيوا قيماً.. لم تستوعبها نفسيتك المنحرفة المريضة الفاسدة.. لقد أرسلوا ما تقرُّه الفطرة الإنسانية البشرية السليمة.
أنت لم ترَ.. في هذا الخضم الهائل من الخير والرجولة والأخلاق والقيم إلا الطماطم والزيت.. لأنك كالدابة لا ترى من هذه الدنيا إلا التبن أو الشعير أو الصفصفة.. وللدابة عذرها.. أما أنت فقد ماتت إنسانيتك وفطرتك وبشريتك.. هذا إن كنت امتلكت أي منها أصلاً… وانتزعت من قلبك قيم لم تُنتزع حتى من أشرس الحيوانات والدواب والهوام.
ولأن كل إناء بما فيه ينضح.. فإن الكلمات أو بالأحرى الفضلات البشرية التي تقيأت بها من فمك.. أظهرت ما يملأ قلبك ووجدانك وعقلك المتحجر الذي علاه الصدأ.. من فضلات، وما خفي أعظم.
وأخيراً.. لو كنت تملك ذرة.. أو لك ضمير.. أو تشعر بإنسانية.. أو عندك بقايا من رجولة.. فاحكم على نفسك بالنفي.. واترك هذا الوطن.. فأنت لا تستحق أن تكون من مكوناته، ناهيك أن تكون مسؤولا فيه.
أنت لا تمثل لا الشرق ولا الغرب ولا الشمال ولا الجنوب.. أغرب عنَّا واذهب إلى أين ما شئت من مجتمعات مريضة تناسب ترهاتك وسمومك وفضلاتك. ولنا عودة.
د. فتحي الفاضلي
طرابلس: 3-10-2023م