لو لم تجمع الأقطار الإسلامية نفسها، وتشكل قوة سياسية وإعلامية واقتصادية عالمية، فسيأتي دوركل قطر بشكل أو آخر. فما الذي يمنع عدم حدوث ما حدث لغزة، لشعب عربي او مسلم آخر بل لشعوب عربية، كل ذلك بناء على وقائع وشواهد واستدلالات. فتدمير مقومات الحياة، وتدمير المستشفيات، والبيوت، والمدارس والمساجد والجامعات… إلخ، كل ذلك لا علاقة له بحماس، ولا علاقة له بالأنفاق، هو مخطط لدفع الناس للهجرة.
ولتشجيع الهجرة أو بالأحرى الإخلاء، تكررت – تحت بند الإنسانية – دعوة بعض الدول الغربية لاستقبال لاجئين من غزة، تكررت الدعوة أكثر من مرة على لسان النازية الجديدة، ما يؤكد ان الهدف هو احتلال غزة وخلق نكبة جديدة، المبكي أنهم يدّعون أن ذلك لأسباب إنسانية. ناهيك أن هذا الهدف هو مخطط قديم منذ عقود وعقود، ولا علاقة له بهجوم حماس في السابع من اكتوبر 2023م.
دعونا ننظر إلى عقلية الصهاينة، عقلية العصور الوسطى، عقلية العصر الحجري، عقلية العصور المظلمة، عقلية التخلف، عقلية التسلط، عقلية الاستبداد، عقلية العنهجية، عقلية التكبر، عقلية النظرة الدونية للشعوب. الصهاينة يعتقدون أن دمائهم مقدسة، بينما دماء غيرهم ملوثة، وبالتالي لابد من إزالتهم من الأرض، هذا إذا نظروا إلينا أو اعتبرونا من البشر أصلاً. وحسب المنطق الصهيوني:
-
إسرائيل من حقها أن تحتل أراضي شعوب أخرى، وبالتالي من حقها ان تدافع عن الأراضي التي احتلتها أو بالأحرى سرقتها.
-
لكن – حسب نفس المنطق الأعوج – صاحب الأرض الأصلي لا يحق له الدفاع عن نفسه. ولا يحق له تحرير أرضه. بل وسيسمى إرهابيا.
-
ومن المنطق الأعوج، الذي يدل على تناقض واستعلاء وتجبر وتكبر، منطق يقول أنه لا يمكنك أن تكون ضد السامية، ولكنك تستطيع أن تكون ضد الانسانية.
-
إذا كنت ضد السامية تُجرم، وإذا كنت ضد الإنسانية – كما يفعل الصهاينة – فإنك لا تجرم.
-
ومن جانب أخر: هل نعتبر أن الإسرائليون ضد السامية؟ إسرائيل ليست فقط ضد السامية، اسرائل لا تكره السامية وحسب، بل تقتلهم.
-
فالفلسطينيين ساميون والعرب بصفة عامة ساميون. الصهاينة يقتلون الساميون ولا يُجرمون.
-
يجرمون من هو ضد السامية… ولا يجرمون ولا يهددون من يمارس التطهير العرقي ضد الانسانية.
-
وفي نفس السياق حكومات العالم الغربي وصناع القرار وأغلب وسائل الإعلام، الشعوب، يردون أن يتعاطف العالم – إنسانياً – مع الهولوكوست أو ما يسمونها بالمحرقة، لكنهم يمارسون التطهير العرقي ضد الفلسطينيين.
-
تمام لكن عليكم أنتم أن يتعاملون بلا إنسانية مع البشر.
نضيف الى ما سبق بعض التساؤلات، والتي منها
-
لماذا لم يحقق الرئيس بايدن في إشاعة قطع رؤؤس 40 طفل إسرائيلي من قبل حماس ؟ من يوجه في بايدن؟ أو غيره من الرؤساء؟ من يقدم له التقارير؟ هل يراجعها ويتحرى مصداقيتها؟
-
لماذا صرح النتن ياهو في 7 أكتوبر، أن حماس هي داعش الجديدة؟ ومن المعروف أن داعش تمارس قطع الرؤوس، هل هذا سبب نشر إشاعة الـ 40 طفل، الذين يفترض أن حماس قطعت رؤسه، هل كان ذلك تهيئة ومبرر باطل لما فعله الكيان بعد 7 اكتوبر، من تدمير وتطهير عرقي
-
استغرب استغرب استغرب كيف يردد رئيس أكبر دولة في العالم أخباراً دون التأكد منها، مع خطورة تداعيات الخبر، ففيه تحريض وتبرير لكل الجرائم التي قامت بها العصابات الإرهابية الصهيونية فيما بعد.
-
أي أن الإبادة الجماعية مخطط لها، فالإشاعة ظهرت سويعات قبل بداية الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب التي قام بها الصهاينة.
-
مرة أخرى، كيف لا يسأل رئيس أكبر واقوى دولة عن المصدر؟كيف لا يتأكد؟ كيف لا يتحقق؟ تذكروا أن أول تصريح للنتن ياهو، هو أن حماس هي داعش الجديدة، وداعش مشهورة بقطع الرؤس.
-
ومن باب آخر، هل سمح حسب الدستور الأمريكي أن يصدر الرئيس قرارات بناء على توجهات شخصية للرئيس كإنتمائه لطائفة أو إيمانه بعقيدة لا ينتمي إليها عموم الشعب الامريكي، ككونه صهيونياً مثلاً، لقد صرح الرئيس بايدن على سبيل المثال قائلاً، إن والده قال له: ليس من الشرط أن تكون يهودياً لتصبح صهيوني.
-
ومن باب آخر، هل يستطيع الرئيس، لأنه صهيوني مثلاً، أن يحقق مصالح الصهيونية، حتى لو كانت هذه المصالح، تضر بمصالح أمريكا، حتى على المدى البعيد.
-
كيف يضحي البيت الأبيض أو صناع القرار في أمريكا بـ 57 دولة مسلم، مقابل كيان محتل لم ير الاستقرار منذ أكثر من ثمانون عاماً، كيان آيل للسقوط كغيره من قوى الاحتلال والاستعمار.
-
هل هناك فعلا اختراق لصناع القرار الأمريكيين؟ والاوربييين؟ وما ثمن وآلية هذا الاختراق؟ وهل ستحقق الأجهزة الأمنية في هذا الامر؟
-
ما هي المصالح الاقتصادية والسياسية التي تحققها حركة (الصهيونية) ولا تستطيع 57 دولة تحقيقها؟
معاهدات السلام:
-
هل تضمنت ما سميت بمعاهدات السلام مثل كامب ديفد وأوسلو، أمن الفلسطينيين وسلامتهم. إن لم تضمن ذلك،فذلك خيانة واغتيال للشعب الفلسطيني.
-
اتفاق اوسلوا عمره 25 سنة، ربع قرن، سنة ولم تتحقق حل الدولتين حتى الأن، بل كان الأمر يزداد سؤا: حروب واقتحامات، ومذابح، وقمع، وقتل، واعتقالات، وسجون، وتعذيب، وهدم بيوت، وبناء مستوطنات، واستيلاء على بيوت مواطنين فلسطينيين أصحاب الأرض.
بعض مما رايناه وسمعناه وعاصرناه
-
سمعنا أحقر سؤال، من الكثير من المنابر العالمية العالمية، يقول: هل تستنكر ما فعلته حماس، وكأن الأمر بدأ يوم 7 أكتوبر، وليس منذ أكثر من ثلثي قرن.
-
الاتهام في هذه الحرب يجب أن يوجه لإسرائيل ضد الاحتلال، وضد من دعم هذه المجازر.
-
رأينا الرئيس بايدن ورؤساء أوروبا يعملون وكأنهم رؤساء إسرائيل.
-
سمعنا بايدن يقول اشك بعدد الموتى؟ يعني مش 30 الف مثلا 15 الف فقط. اي فرق يشكل هذا العدد، بينما قتل انسان واحد بريء يعتبر جريمة.
-
عاصرنا التركيز على الرهائن اليهود، وتهميش 8000 معتقل فلسطيني . بل احتجاز جثث موتى داخل سجون المحتل. سجون محشية بالشباب والنساء والأطفال الفلسطينيين، اعتقلهم وسجنهم سارق أرضهم.
-
سمعنا سيدة سيناتور أ(نائبة) مريكية تقول: اليهود شعب مُضطهد، يشرد منذ 5000 سنة ، وهل يبرر ذلك تشريد شعب أخر وسرقة اراضيه.
-
ثم السؤال الأصلي: لماذا يشردون على مدى 5000 عام ماذا فعلوا؟ السؤال لماذا؟ ما الذي يفعلونه حتى يُطردوا من دولة إلى دولة؟ هذا هو السؤال الأساسي.
-
سمعنا أن النضال والجهاد والكفاح وتحرير الأوطان أصبح إرهاباً: فهل عمر المختار وجورج واشنطن وتشيء جيفارا وهوشي منا، إرهابيون؟
-
هل المليون ونصف مليون شهيد جزائري ارهابيون؟
-
هل المقاتلون الذين حرروا أوطانهم من الاحتلال عبر التاريخ إرهابيون؟
-
رأينا أن الحكومات منحازة للشر والقتل والحروب والصهيونية، لكن الشعوب بما في ذلك شعوب العالم الغربي اثبتت أنها حية وأنها إنسانية.
-
رأينا أن جهود سبعون عاماً من محاولات طمس القضية الفلسطينية، ومحاولات تشويه الإسلام والمسلمين والعرب ضاعت هباء منثورا.
-
رأينا اكذوبة بيع الفلسطينيين لأراضيهم، تصرخ – هذه الاكذوبة – وتقول أيها التاريخ “أنا اكذوبة“.
-
رأينا أن قادة الغرب أرجل ممن يسمون ولاة أمورنا.
-
رأينا أن شعوب العالم أكثر حياة وشجاعة من شعوبنا، بالرغم من تعاطف شعوبنا مع أناء جلدتنا.
-
رأينا من يدعون أنهم شيوخاً وعلماء، يمارسون ما مارسه عبد الله بن سلول شيخ المنافقين في المدينة.
-
تعلمنا أن حكامنا ليسوا عملاء، بل اسوأ، هم عبيد من الطراز الأول، هم شركاء في ذبح أبناء ديننا وجلدتنا.
-
رأينا طفوليات وخزعبلات وتفاهات، ومحاولات تببيض وجوه كالحة السواد. محاولات فاشلة وتصريحات كفحيح أفعى تظهر من أفئدة حكامنا الجبناء لتبييض وجوههم.
رأينا مواقف متناقضة :
-
المانيا التي أبادت 75% تقريبا من الشعب الناميبي، على اعتبار أنهم حالة وسطية بين الإنسان والحيوان ، لذلك لابد من إبادتهم!!!
-
الألمان الذين يدفعون حتى يومنا هذا ثمن المحرقة اليهودية، ويُفترض أنهم يريدون أن يتجاوزونها ويطمسونها من ضمائرهم وذاكرتهم، ويكفروا عن ذنوبهم، وبدلاً من ذلك، ساهموا بمذبحة أخرى أو بتطهير عرقي آخر، ضد الفلسطينيين هذه المرة. وهكذا: إبادة ضد اليهود، إبادة ضد الناميبيين، إبادة ضد الفلسطينيين.
-
اليابان انضمت هي الأخرى الى فريق الموت، مع انها ذاقت ويلات الحروب.
-
رأينا أن المسافة بين الجندي الأمريكي الذي حرق نفسه تعاطفاً مع قوم لا ينتمي لدينهم وتاريخهم ولغتهم، وفي دولة نصرانية، مقابل السيدة المسلمة التي مُنعت من رفع علم فلسطين تعاطفاً مع قوم من دينها وتاريخها وجلدتها ولغتها، في دولة مسلمة، وفي الحرم الشريف.
-
رأينا دول يفترض انها عربية أو إسلامية تمنع إدخال علم فلسطين.
-
رأينا دولة كمصر، يفترض أنها عربية مسلمة قوية، يفترض أنها صاحبة خير اجناد الله على الارض”، تقفل المعابر وتمنع إدخال الماء والطعام والدواء لفلذات أكباد المسلمين. أتحدث مرة اخرى عن نظام قذر شريك في الجريمة عبداً للدولار، وليس على الشعب المصري.
-
المسافة بين الجندي الأمريكي الذي أحرق نفسه وبين سلوك الجبناء الشركاء من انظمتنا، هي المسافة بين الشجاعة والتضحية والإنسانية من جانب الجندي، وبين التخاذل والجبن والعمالة والانبطاح من جانب طواغيت وجبناء العرب، وممن يسمون انفسهم بالقادة، والملوك والأمراء والسمو والجلالة.
-
رأينا تهاوي شعارات فاشلة كاذبة باطلة: العالم قرية واحدة، الدين الإبراهيمي، التطبيع، حقوق الإنسان، حماية المدنيين، المجتمع الدولي، مجلس الأمن، حقوق الإنسان، جرائم حرب، جرائم ضد الإنسانية، خطاب كراهية، إرهاب، هيئة الأمم المتحدة، النظام العالمي، تجمعنا الإنسانية، حقوق الطفل، حقوق المرأة.. وغيرها وغيرها وغيرها.
-
رأينا من يدعو انهم علماء وشيوخ وفقهاء يوالون اصحاب ديانات ولغات وملل ونحل غير الاسلام، ويقرعون ويلومون ويعادون ابناء الاسلام.
مصطلحات يجب أن تتغير وتطمس من عقولنا وأدبياتنا وثقافتنا
-
إنها ليست إسرائيل إنها الأرض المحتلة.
-
ليست تجمع أو قرى إسرائيلة إنها مستوطنات غير قانونية.
-
ليس صراع بين طرفين بل كفاح ضد محتل.
-
ليست حرب بين إسرائيل وحماس، بل بين نصف العالم من جهة والشعب الفلسطيني من جهة أخرى.
-
ليس جيش الدفاع الإسرائيلي بل جيش الاحتلال الإسرائيلي.
-
حماس منظمة مقاومة وليست منظمة إرهابية.
-
ليس الشعب الإسرائيلي بل قوى الاحتلال.
-
ليس محاولة طرد أو تهجير بل تطهير عرقي.
-
ليس دفاع عن النفس بل جرائم حرب.
-
ليس دفاع عن النفس بل جرائم ضد الإنسانية.
-
لا يوجد صقور وحمائم ومعتدلين ومتطرفين إسرائليين، جميعهم دخلاء محتلون استعماريون وعصابات إرهاب واستيطان واحتلال.
-
لا يوجد ما يسمى اشتباكات بين مدنيين فلسطينيين ومستوطنيين، بل قمع مقنن ومدعوم من سلطات الكيان.
ماذا نتعلم من احداث غزة
-
ما يحدث فرصة أخيرة للأمة الإسلامية في تكوين قوة إعلامية واقتصادية حتى يسمعهم العالم، وحتى لا يتجرأ حقراء مثل الصهاينة أن يفعلوا ما فعلوه في البشر من أهل غزة.
-
نحتاج إلى تكتل يضم أغلب الأقطار الاسلامية.
-
تكتل مستقل عن غيره من القوى العالمية الكبرى – غير تابع لأية قوة (أمريكا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي وغيرهم).
-
تكتل على الأقل إعلامي واقتصادي وسياسي.
-
نحتاج إلى دفاعات جوية، الطيران عنصر دمر أكثر من دولة، وهو سبب هزائم ودمار أقطار كثيرة، ولم نتعلم. لابد من التركيز عسكريا ًعلى هذا الجانب، أي تطوير سلاح الجوو والدفاعات الجوية.
-
نحتاج الى جسر علاقات طيبة مع شعوب العالم التي أثبتت فعلا أنها شعوب حية، وأنها لا تتفق مع صناع القرار في بلدانها.
-
نحتاج إلى أن نفرق بين الشعوب والحكومات. نفرق بين الشعوب وصناع القرار. الشعوب في كافة القارات.
-
احداث غزة فرصة تاريخية للمثقفين والنخب والعلماء والمفكرين المسلمين والأقطار الإسلامية في أن يجدوا معادلة لجمع أمر المسلمين، أو حركة عالمية بعيداً عن سيطرة ومراقبة وتحكم الأنظمة المستبدة.
-
نحتاج إلى إخراج شعوبنا المكبلة، بسبب تبعية أنظمتنا لدول اخرى.
-
نحتاج إلى اخراج شعوبنا المسلمة من احتلال أنظمتنا لنا، فشعوبنا تحت احتلال انظمتنا.
-
نحتاج الى حركة عالمية تحمينا من الحركات العالمية مثل الصهيونية.
-
نحتاج ألى أن يشعر المسلم أن ظهره محمي.
-
نحتاج الى أن نحدد كيفية استغلال وتوظيف هذا الزخم الإساني الهائل الذي أظهرته شعوب العالم.
-
نحتاج الى أنظمة وقادة وولاة أمور يشترطون أن تبنى العلاقة الاقتصادية والسياسيىة بينهم وبين الدول الأخرى على أساس احترام المسلم ودينه وقضاياه. كشرط لفتح السفارات اصلا.
-
نحتاج إلى إستراتيجية تعاون مع شعوب ومؤسسات وأفراد دعمت قضية فلسطين من الكتاب والمشاهير والساسة والرياضيين والفنانيين والصحفيين والإعلاميين والعسكريين في انحاء العالم.
-
أما عن الاستنجاد بصناديد وأبطال وصقور العرب الملهمين من حكامنا وولاة أمورنا ومنظماتنا وهيأتنا العربية الرسمية، فنقول بمرارة وألم: كيف تتوقع من ولي أمر فاسق رقاص فاسق يقتل ويسجن شعبه أن يعطي أمراً بالقتال أو الجهاد او النضال او الكفاح. لماذا نتوقع ممن لا يملك الجراءة حتى على التصريح ضد إسرائيل أن يقف موقفاً رجولاً؟ كيف نتوقع ممن يقتل شعبه أن يحمي شعوباً أخرى.